نام کتاب : الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد والاحتياط والقضاء - تقريرات نویسنده : عرفانيان اليزدي، الشيخ غلامرضا جلد : 0 صفحه : 13
من الصحابة، لانهم يكثرون الحديث عن رسول اللّه دون ان يتهمهم بالكذب على رسول اللّه.
و تارة يحتج ابو بكر على ذلك بان نقل الحديث يسبّب اختلافا و انشقاقا بين صفوف الامة فيمنع منه.
هذا و لا نريد ان نقف هنا اكثر من هذه الوقفة، و لا نريد ان نعقب كثيرا على هذه النقطة من البحث ... و انما نحب ان نستمر فى عرض نماذج من هذا الاعراض فى العصور المتأخرة عن هذا العصر، و نمعن فى التماس شواهد على هذا الموقف بعد ما بلغت مدرسة الراى ذروتها على يد ابى حنيفة و اتباعه.
و اول ما يجد الباحث فى تاريخ ابى حنيفة من مؤاخذات عليه انه كان قليل العناية بالحديث. فلم يصح لديه اكثر من سبعة عشر حديثا. كما يقول ابن خلدون [1] كما انه كان كثير الاعتداد برأيه حتى فى قبال الحديث.
(حدث ابو صالح الغراء: قال: سمعت يوسف بن اسباط يقول: ردّ ابو حنيفة على رسول اللّه أربعمائة حديث او أكثر. قلت له: يا أبا محمد تعرفها قال: نعم، قلت اخبرنى بشىء منها فقال: قال رسول اللّه (للفرس سهمان و للرجل سهم) قال ابو حنيفة انا لا اجعل سهم بهيمة اكثر من سهم المؤمن، و اشعر رسول اللّه و اصحابه البدن و قال ابو حنيفة الاشعار مثلة، و قال (صلّى اللّه عليه و آله) (البيعان بالخيار ما لم يفترقا) و قال ابو حنيفة (اذا وجب البيع فلا خيار)
و كان النبى يقرع بين نسائه اذا اراد ان يخرج فى سفر و اقرع اصحابه و قال ابو حنيفة: القرعة قمار [2].
و هكذا و بمزيد من التتبع و التماس الشواهد، يلمس القارى ان هذه الظاهرة
[1] المقدمة لابن خلدون ص 371. و نحن نشك فى هذه النسبة لكنها تكشف اتجاها و طريقة متميزة فى فقه المذهب الحنفى و مدرسة ابى حنيفة امام هذا المذهب.