نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 93
قال الأصمعيّ: لم يكن عيرا و إنما كان أتانا.
102-[لهج ملوك فارس بالصيد]
و زعموا-و كذلك هو في كتبهم-أنّ ملوك فارس، كانت لهجة بالصيد؛ إلا أنّ بهرام جور هو المشهور بذلك في العوامّ.
و هم يزعمون أنّ فيروز بن قباذ الملك الفارسيّ، ألحّ في طلب حمار أخدري [1] ؛ و قد ذكر له و وصف؛ فطاوله عند طلبه و التماسه، و جدّ في ذلك فلجّ به عند طلبه الاغترام، و أخرجته الحفيظة إلى أن آلى ألاّ يأخذه إلا أسرا، و لا يطارده إلا فردا، فحمل فرسه عليه، فحطّه في خبار [2] فجمع جراميزه [3] و هو على فرسه و وثب؛ فإذا هو على ظهره؛ فقمص به، فضم فخذيه فحطّم بعض أضلاعه، ثم أقبل به إلى معظم الناس، و هم وقوف ينظرون إليه و هو راكبه.
قالوا: و كان الملك منهم إذا أخذ عيرا أخدريّا و غير ذلك؛ فإذا وجده فتيا وسمه باسمه و أرّخ في وسمه يوم صيده و خلّى سبيله، و كان كثيرا إذا ما صاده الملك الذي يقوم به بعده. سار فيه مثله تلك السّيرة و خلّى سبيله، فعرف آخرهم صنيع أوّلهم؛ و عرفوا مقدار مقادير أعمارها.
103-[الحكمة في تخالف الميول]
و لو لا أنّ ناسا من كلّ جيل، و خصائص من كلّ أمّة، يلهجون و يكلفون بتعرّف معاني آخرين لدرست. و لعلّ كثيرا من هؤلاء يزري على أولئك، و يعجّب الناس من تفرّغهم لما لا يجدي، و تركهم التشاغل بما يجدي، فالذي حبّب لهذا أن يرصد عمر حمار أو ورشان أو حيّة أو ضبّ، هو الذي حبّب إلى الآخر أن يكون صيّادا للأفاعي و الحيّات، يتتبّعها و يطلبها في كلّ واد و موضع و جبل للترياقات. و سخّر هذا ليكون سائس الأسد و الفهود و النّمور و الببور [4] ، و ترك من تلقاء نفسه أن يكون راعي غنم!!