نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 106
130-[وسم الحيوان]
و قال آخرون: الخصاء غير شبيه بالميسم [1] ، لأنّ في الخصاء من شدّة الألم، و من المثلة [2] ، و من قطع النّسل، و من إدخال النقص على الأعضاء، و النقص لموادّ القوى، ما ليس في الميسم و غيره، و هو بقطع الألية أشبه، و السّمة إنّما هي لذعة، و الخصاء مجاوز لكلّ شديدة.
قال القوم: و لا بأس بقطع الألية إذا منعت بثقلها أو عظمها الشاة من اللّحاق بالقطيع و خيف عليها من الذئب. و قطع الألية في جواز العقول أشبه من الميسم، لأنّ الميسم ليس للبعير فيه حظّ، و إنّما الحظّ فيه لربّ المال، و قطع الألية من شكل الختان، و من شكل البطّ [3] و الفصد [4] ، و من جنس الوجور و البيطرة، و من جنس اللّدود [5] و الحجامة، و من جنس الكيّ عند الحاجة، و قطع الجارحة إذا خيف عليها الأكلة.
131-[وسم الإبل]
قال الأوّلون: بل لعمري إنّ للإبل في السّمات لأعظم المنافع، لأنّها قد تشرب بسماتها و لا تذاد عن الحوض إكراما لأربابها، و قد تضلّ فتئوى، و تصاب في الهواشات [6] فتردّ.
قالوا: فإنا لا نسألكم إلاّ عن سمات الخيل و البغال و الحمير و الغنم. و بعد فكيف نستجيز أن نعمّها بالإحراق بالنار، لأمر عسى ألاّ يحتاج إليه من ألف بعير واحد، ثم عسى ألاّ يحتاج من جميع ذلك في جميع عمره إلاّ إلى شربة واحدة.
و قال القوم: إنّما المياسم في النّعم السائمة كالرّقوم في ثياب البزّاز، و متى ارتفعت الرقوم و منعت المياسم، اختلطت الأموال، و إذا اختلطت أمكن فيها الظلم، و المظلوم باذل نفسه دون المعيشة و الهضيمة.
[1] الميسم: المكواة أو الآلة التي يوسم بها الدواب. اللسان: وسم 12/636.
[2] المثلة: هو أن تنصب الدابة فترمى أو تقطع أطرافها و هي حية. اللسان: مثل 11/615.
[3] البط: شق الدمل. و المبطة: المبضع. اللسان: بطط 7/261.