كان من أخلاق زين العابدين، و ما أخلاقه إلّا أخلاق أبيه الحسين، و ما أخلاق الحسين إلّا أخلاق أبيه عليّ، و ما أخلاق عليّ إلّا أخلاق ابن عمّه محمّد، و ما أخلاق محمّد إلّا أخلاق القرآن الّتي عبّر عنها الرّسول بقوله: «إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [1]. و الّتي شهد اللّه بها لرسوله في محكم كتابه العزيز وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[2]، و كلّ واحد من أئمّة أهل البيت على خلق جدّه النّبيّ المختار (صلّى اللّه عليه و آله).
كان من أخلاق الإمام زين العابدين (عليه السّلام) الإحسان لمن أساء إليه؛ فقد روي أنّه كان له ابن عمّ يؤذيه، فكان يأتيه الإمام ليلا، و يعطيه الدّنانير، و هو متستّر، فيقول له: لكن عليّ بن الحسين لا يصلني، لا جزاه اللّه خيرا، فيسمع الإمام ذلك و يصبر، فلمّا مات انقطعت عنه الدّنانير، فعلم أنّ الّذي كان يعطيه و يصله هو الإمام زين العابدين (عليه السّلام) [3].
- فهولاء أولاده رضي اللّه عنهم أجمعين.
و في بغية الطّالب: أن أولاد عليّ زين العابدين الذّكور عشرة فقط. و اللّه أعلم (انظر، بغية الطّالب في ذكر أولاد عليّ بن أبي طالب، السّيّد محمّد بن طاهر بن حسين بن أبي الغيث الحسيني المعروف بابن بحر اليمني المتوفّى عام (1086 ه). مخطوط، الإرشاد للشّيخ المفيد: 2/ 155، تأريخ أهل البيت:: 103 نقلا عن تأريخ ابن الخشّاب: 180 هامش رقم 35، كشف الغمّة: 2/ 81، تذكرة الخواصّ: 342، الطّبقات الكبرى: 5/ 211).