responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 393

مجال القول فيه، و غدونا أمام أدب تبعثه عاطفتان بارزتان: عاطفة الحزن، و عاطفة الغضب، تصدره الأولى حزينا باكيا، و تبعثه الثّانية قويّا ثائرا.

و العاطفة أقوى دعائم الأدب، فإذا أثيرت و هاجت، و كان بجانبها لسان طلق، و بيان ناصع، و نفس شاعرة متوثبة، فهناك الأدب الحي، و القول السّاحر، و كذلك كان الشّيعة. تجمعت لهم كلّ عناصر الأدب: لسان و عاطفة، و فواجع من شأنها أن تستنزف الدّم، و تذيب القلب، و تنطق الأخرس، فقالوا، و بكوا: قالوا في الحقّ و طلبه، و الإرث و غصبه.

و بكوا على حقّ ضاع، و دام أريق، و حرمات انتهكت، و بيوت دمّرت، و جثث كريمة على اللّه و النّاس مثّل بها أبشع تمثيل، و افتتان أموي أثيم في الفتك بالطّالبيّين و شيعتهم، فقتل، و صلب، و إحراق، و تذرية، و هم يقابلون ذلك بالشّجاعة، و الصّبر، و الإحتساب.

و كانت القصائد الباكية، و الخطب الرّائعة، و الأقوال الدّامية [1] صدى لهذه الدّماء المسفوحة، و الجثث المطروحة، تبعث ذكرها في كلّ قلب حزنا، فيبعث الحزن أدبا، يصور الآلآم، و يعلن الفضائل، و يستميل القلوب، و يسجل العقائد، و يشرح القضية الشّيعيّة، و يحتج لها في صراحة و عنف، فيتناولها من أطرافها، متفننا في كلّ ذلك، فمفاضلة جريئة، و معارضة شديدة، و مناقشة فقهية، و دعاية حزبيّة».

نقلنا هذه المقتطفات، و هي قليل من كثير:

أوّلا: لأنّها تتّصل اتّصالا وثيقا بموضوع الكتاب.


[1] و المؤلّفات الّتي ملأت المكاتب في الفضائل و المناقب.

نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست