responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 392

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم* * * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي‌

فبهذا و أمثاله قامت النّائحات في العواصم الإسلاميّة يندبنّ الحسين، و يبكينّ مصرعه، و بهذا و أمثاله انطلقت الألسن الشّاعرة ترثي ابن بنت الرّسول، و تصور أسف النّبيّ في قبره، و حزنه على سبطه، و احتجاجه على أمّته، و تلقي على بني حرب سوء فعلهم، و قبح ضلالتهم، و جور سلطانهم، و تسجل، في صراحة و عنف، مروقهم عن الدّين و إنتهاكهم لحرم اللّه.

و هال النّاس هذا الحادث الجلل، حتّى الأمويّين أنفسهم، فأقضّ المضاجع، و أذهل العقول، و ارتسم في الأذهان، و صار شغل الجماهير، و حديث النّوادي.

و مكث النّاس شهرين أو ثلاثة كأنّما تلطّخ الحوائط بالدّماء ساعة تطلع الشّمس، حتّى ترتفع، و رأى من حمل رأس الحسين نورا يسطع مثل العمود إلى الرّأس و طيرا بيضاء ترفرف حوله، و رأى ابن عبّاس النّبيّ في اللّيلة الّتي قتل فيها الحسين، و بيده قارورة، و هو يجمع فيها دماء. فسأله: ما هذا يا رسول اللّه؟

قال: دماء الحسين و أصحابه أرفعها إلى اللّه تعالى.

و أمثال هذا كثير، نراه في الطّبري، و ابن الأثير، و الأغاني، و العقد الفريد، و صبح الأعشى‌ [1].

و مهما يكن من شي‌ء، فقد صبغت حادثة الحسين، و لا تزال تصبغ أدب الشّيعة بالحزن العميق، و الرّثاء النّائح، و المدح المبتهل، و العصبية الحاقدة، و أمدته بمدد زاخر من المعاني و الأخيلة و العواطف، فعززت مادته، و اتّسع‌


[1] و ابن حجر، و الثّعلبي، و أبو نعيم، و سبط ابن الجوزي، و البيهقي، و ابن سيرين، و ابن القفطي، و التّرمذي، و غيرهم. (منه (قدّس سرّه)).

نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست