فأحماء هذه الجرشية رسول اللّه، و أمير المؤمنين، و الحمزة، و جعفر، و العبّاس، و أبو بكر، و قيل: من أحمائها الوليد بن المغيرة، و أنّ أمّ خالد بن الوليد ابنة هذه الجرشية، و لذا اشتهر أنّ الجرشية أكرم النّاس أحماء [1].
أمّا عقيل، و يكنى أبا يزيد فقد أخرجه المشركون يوم بدر لحرب الرّسول مكرها، فأسره مع عمّه العبّاس رجل من الأنصار يدعى أبا بشر [2]، و رآه أخوه
- مسلم: كتاب الرّضاع: 1065 ح 49، صحيح البخاري: تفسير سورة الأحزاب: 3/ 118 و كتاب النّكاح: 3/ 164 و 165، البداية و النّهاية: 6/ 390، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ:
[2] انظر، صحيح مسلم: 3/ 1408 ح 86، سنن أبي داود: 3/ 163 ح 3012.
أمّا تشكيك الطّبري في: 4/ 226 من حضور العبّاس غزوة بدر فهو تشكيك في غير محله و لسنا بصدد مناقشة الطّبري و أمثاله حتّى أنّ ابن قتيبة في معارفه: 154 أوّل ما ذكر العبّاس بن عبد المطّلب، و كذلك في سيرة ابن هشام: 22/ 321 بل نورد الأحاديث الّتي وردت من قبله (صلّى اللّه عليه و آله) بالنّهي عن قتل العبّاس خاصّة، و قتل بني هاشم عامّة. و كذلك نهى عن قتل أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، مع ملاحظة أنّ نهيه (صلّى اللّه عليه و آله) عن قتل بني هاشم عامّة و نهيه عن قتل عمّه خاصّة تأكيد و تشديد و مبالغة لما عنده من العلم بأنّهم اخرجوا كرها و لم يؤذوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كان يأمل توفيقهم و هدايتهم إلى اللّه تعالى و رسوله و مع ذلك فقد أبى ابن البختري عندما قال له المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) نهانا عن قتلك، فقال ابن البختري: أنا و صاحبي- جنادة بن مليحة من بني ليث؟ قال له: لا و اللّه ما نحن بتاركي صاحبك و ما أمرنا رسول اللّه إلّا بك وحدك ... فاختار القتال و قتله المجذر.
و من أراد الإطّلاع على ذلك فليراجع المصادر مثل الكامل في التّأريخ: 2/ 89، و الطّبري في تأريخه: 2/ 282، و الصّحيح من سيرة النّبيّ الأعظم: 3/ 172، و السّيرة النّبويّة لابن هشام:-