سبيل الرّشد و السّداد، يستبق الخيرات، و يسارع إلى المكرمات، يناصر الحقّ و العدالة، و يحارب الظّلم و العدوان. و من أقواله و هو في معركة الطّفّ [1]:
يعرف فينا الخير أهل الخير* * * أضربكم و لا أرى من ضير
كذلك فعل الخير من برير* * * و كلّ خير فله برير
لقد ارتكز حبّه الخير، و بغضه الشّر على إيمانه القوي، و عقيدته في شخصيته، و ثباته في عزمه، و ثقته من مقدرته و شجاعته.
كان برير يوم الطّفّ كلّما تكرّرت الفظائع من العدوّ يقف منذرا و محذرا عاقبزة البغي مذكرا باللّه تعالى و أهل بيت الرّسول (صلّى اللّه عليه و آله) بقول لين خفيف على النّفوس و الأسماع، فما فاه بكلمة في موقف يشعر بهجر أو فحش.
فكان في مواقفه كلّها متّنزنا في أقواله، كاظما لغيظه، معتصما بالصّبر و الأناة، لذلك عند ما أكثر عليهم القول لم يزيدوا في جوابه حرفا على قولهم: «لقد أكثرت الكلام يا برير».
قال لهم في موقف: «يا قوم اتّقوا اللّه فإنّ ثقل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) قد أصبح بين أظهركم»، و قال في موقف ثان: «أفجزاء محمّد هذا؟!»، و في ثالث: «لا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيّهم، أفّ لهم غدا» [2].
و لمّا حمل جيش البغي على الحسين و أصحابه (عليه السّلام) انقّض عليهم برير كالصّاعقة يفريهم بسيفه و يقول: «أضربكم و لا أرى من ضير» [3].