responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 172

بساعة النّزع و تسليم الرّوح خير من الدّعابة، و البكاء أولى من الإبتسام، و ما كان عبد الرّحمن يجهل بريرا. كيف و قد تخرجا من مدرسة واحدة على معلم واحد، على سيّد الوصيّين و إمام المتّقين الّذي كان يلقّنهم دروس الكمال بأفعاله قبل أقواله، و يعلمهم أنّ الإستخفاف بصغير الذّنوب من أكبر الذّنوب، لأنّه استخفاف باللّه، و شرائعه، و قوانيه!.

لم تكن تلك الدّروس الّتي تلقّاها برير و عبد الرّحمن عن المعلم الأعظم ألفاظا تذروها الرّياح، و أصواتا لا تتجاوز الآذان، بل هي بذور تغرس في النّفس فتحيا و تنمو إلى أن تصبح غرائز و ملكات تحرك أربابها، و تقودهم إلى مرضاة اللّه و رضوانه.

لقد عرف عبد الرّحمن بريرا كهلا و ما عرفه شابّا، و الشّباب مظنّة الوقوع في الخطايا، فنفى برير الطّيب الّذي لم يلغ في حياته كلّها بألفاظ اللّهو و العبث، نفى عن نفسه هذه المظنّة بحجّة لا تعادلها حجّة في القوّة و الصّدق- و اللّه لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شابّا و لا كهلا- و أي حجّة أقوى في الدّلالة، و أصدق في الشّهادة على سير الإنسان و سلوكه من شهادة قومه و عشيرته الّذين صاحبوه كبيرا و صغيرا، و خالطوه غنيّا و فقيرا، و رؤوا أفعاله، و سمعوا أقواله في جميع أطواره و أدواره في سرّه و علانيته، و رضاه و غضبه، و حزنه و سروره، و نعيمه و بؤسه، لقد تمكن برير من نفسه و تغلب على شهواته في دور شبابه، دور طفولة العقل، و الإستسلام إلى الملذات و الأهواء، فهو كامل في شبابه، كامل في كهولته، لم يرتكب منكرا و لم يقترف سيئة لا أوّلا و لا آخرا. و ما أحبّ باطلا ألبتة، و هؤلاء قومه و عارفوه، يشهد كبيرهم و صغيرهم أنّه منذ صغره اهتدى إلى‌

نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست