responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 99

و هم بعد ما أثبتوا للّه تعالى الصّفات الثّبوتيّة و الصّفات السّلبيّة و انقسموا الصّفات الثّبوتيّة إلى قسمين: صفات ثبوتيّة قائمة بالذّات و صفات ثبوتيّة باعتبار فعل من أفعاله مثل الرّازقيّة و الخالقيّة، فاختار المعتزلة أنّ التكلّم لما كان حادثا فلا بدّ و أن يكون من صفات الفعل لا من صفات الذّات لأنّ التكلّم متجدّد الذّات لا يعقل كونه قديما و ذهب الأشاعرة إلى أنّ التكلّم كسائر الصّفات الذّاتيّة ثابتة للذّات قائمة بها و يكون قديما في عداد القدماء الثّمانية فتكون القدماء تسعة، فاشتعل العراك بينهم مستدلّا للنّفي و الإثبات. و استدلّ الأشعريّ لمذهبه بأنّ الكلام اللّفظيّ و إن كان حادثا و يكون من صفات الفعل إلّا أنّ المراد بالكلام ليس هذا التّلفظ فقط بل للنّفس أيضا كلام يدلّ عليه الكلام اللّفظيّ: «فإنّ الكلام لفي الفؤاد و إنّما جعل اللّسان على الفؤاد دليلا.» مثل دلالة المعلول على علّته و هكذا الأمر بالقياس إلى الصقع الرّبوبيّ و المشهد الإلهيّ جلّت عظمته فما يكون مدلولا لكلامه اللّفظيّ مثل ساير صفاته الكماليّة الذّاتيّة قديم أزلىّ و إن كان الدّالّ عليه حادثا و يكون من صفات الفعل دون الذّات. هذا، و ردّ عليه المعتزلة بأنّ الكلام لا نعني به إلّا الكيف المسموع و هو من تكيّفات التّنفس الخارج عن جهازات التّنفّس و هو لا يعقل أن يكون من صفات الذّات القديم الأزليّ حيث إنّه غير قارّ الذّات قائمة بالذّات بنحو القيام الصّدورى لا الحلوليّ و إنّما أطلق المتكلّم على اللّه تعالى لإيجاده الكلام في جسم من الأجسام كشجرة موسى على نبيّنا و آله و عليه الصّلاة و السّلام.

و أمّا في صقع النّفس الانسانيّ فليس بالوجدان صفة أخرى غير ما هو المشهور المسلّم عليه كي تكون هي الكلام النّفسي حتّى يصحّ أن يقال مثله في حقّ اللّه تعالى بمقتضى الرّواية المعروفة «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». فإنّه لا يخلو إمّا أن يكون الكلام من الجمل الإخباريّة أو من الجمل الإنشائيّة بقسميه من الأمر و النّهي.

أمّا إذا كان من الإخباريّات فلا يكون في النّفس بالوجدان شي‌ء غير العلم بالمخبر عنه و المخبر به و النّسبة بينهما و قد فرضتم الكلام النّفسي غير العلم. و أمّا إذا كان من قبيل‌

نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست