قال الماتن: «و من جملة الظنون الخارجة عن الأصل: الإجماع المنقول بخبر الواحد عند كثير ممّن يقول باعتبار الخبر».
[محلّ النزاع في حجّية الإجماع المنقول]
أقول: و قبل الخوض في تشخيص حكم المسألة ينبغي تشخيص محلّ النزاع في حجّية الإجماع المنقول من جهات عديدة:
الاولى: أن النزاع في المسألة إنّما يتوجه على القائل بحجّية الإجماع المحصّل و إمكان الاطّلاع عليه، و أمّا المانع من حجّيته كالأخبارية [1]، أو من إمكان الاطلاع عليه- كصاحب المعالم [2] و الذخيرة [3]- فلا يتوجّه عليه النزاع في الحجّية، بل لا بدّ له من القول بعدم الحجّية بطريق أولى.
و أيضا النزاع إنّما يتوجّه على القائل بحجّية خبر الآحاد في السنّة- كالمشهور- و أمّا المانع من حجّيته في السنّة- كالسيّد [4] و أتباعه [5]- فلا يتوجّه عليه النزاع، بل لا بدّ له من منعه حجّية نقل الإجماع بطريق أولى.
الثانية: أنّ النزاع إنّما هو في المنقول بخبر الآحاد المجرّد عن قرائن العلم، و أمّا المنقول بالخبر المتواتر، فكالمحفوف بشواهد العلم في عدم النزاع في حجّيته إن كان المنقول اتفاق جماعة أحدهم المعصوم، أو نقل به الاتفاق الكاشف عند المخبر بالفتح و ان لم يكن كاشفا عند المخبرين بالكسر، و أمّا إذا كان كاشفا عندهم فقط ففي حكم المنقول بخبر الواحد؛ لأنّ التضافر في العقليّات