responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة علي الرسالة الصومية للشیخ البهايي نویسنده : المازندراني الخواجوئي، محمد إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 205

الحادية عشر: أنّ تحسين الخلق فيه جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.

______________________________
قوله: «إنّ تحسين الخلق فيه جواز على الصراط».

فإن قلت: الخلق غريزي من جنس الخليقة لا يستطاع تغييره خيرا أو شرّا كما قال، و ما هذه إلّا خلاف الغرائز، فمنهنّ محمود، و منها مذموم، و لن يستطيع الدهر تغيير خلقه ليتمّ و لا يستطيعه متكرّم.

و يدلّ عليه‌

قوله 6: من آتاه اللّه وجها حسنا و خلقا حسنا، فليشكر اللّه.

و محال أن يمكن للمخلوق تغيير فعل الخالق، فالتكليف بتحسين الأخلاق و تهذيبها تكليف بما لا يطاق.

قلت: بل هو كسبي،

كقوله 6 «حسّنوا أخلاقكم»

فلو لم يكن كسبيا لما أمر به، و لأنّا نرى كثيرا من الناس يزاولون و يمارسون خلقا من الأخلاق حتّى يصير ملكة. و قيل: إنّ أصله غريزي و تمامه مكتسب، و ذلك أنّ اللّه تعالى خلق الأشياء على ضربين: بالفعل و لم يجعل للعبد فيه عملا كالسماء و الأرض و الهيئة، و بالقوّة و هو ما خلقه خلقا ما و جعل فيه قوّة رشح الإنسان لا كماله و تغيير حاله و إن لم يرشحه لتغيير ذاته، كالنوى الذي جعل فيه قوّة النخل و منهل للإنسان سبيلا أن يجعله بعون اللّه نخلا، و أن يفسده إفسادا، و الخلق من الإنسان يجري هذا المجرى في أنّه لا سبيل له إلى تغييره القوّة التي هي السجية و الغريزة.

و جعل له سبيلا إلى إسلاسها، و لهذا قال: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها و لو لم يكن كذلك لبطلت فائدة المواعظ و الوصايا و الوعد الوعيد و الأمر و النهي، و لما جوّز العقل أن يقال للعبد: لم فعلت؟ و لم تركت؟ و كيف يكون هذا في الإنسان ممتنعا، و قد وجدناه في بعض البهائم ممكنا، فالوحشي قد ينتقل بالعادة إلى التأنّس‌

نام کتاب : التعليقة علي الرسالة الصومية للشیخ البهايي نویسنده : المازندراني الخواجوئي، محمد إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست