المشروع وربحه وخسارته ذات أثرً خطيرٍ على وضع البنك ووضع المودعين ، ولهذا يحرص البنك دائماً على أن لا يُنشئ مضاربةً إلاّ بعد أن يعرف نوع العملية التي يستثمر بها المال ، ويدرس جميع ظروفها ، واحتمالات ربحها ، ونجاحها وكمّية الربح المقدّر ، كما أنّه يحرص على أن لا يتّفق مع شخصٍ على المضاربة إلاّ بعد التأكّد من خبرته وقدرته على العمل التجاري الذي يريد ممارسته .
ولكنّ هذا كلّه لا يمنع المستثمِر من التلاعب وإخفاء الربح ، أو ادّعاء الخسارة لكي يلقي التبعة على البنك ويتهرّب من دفع حقوق الوساطة وحقوق المضارِب (المودِع) .
والضمانات التي يتّخذها البنك ضدّ هذا التلاعب يمكن تلخيصها في ما يلي :
أولاً : التأكّد مسبقاً من أمانة العامل المستثمر ، كما مرّ في شروط التوكّل بالنسبة إلى المستثمر . ويمكن للبنك إنشاء شعبةٍ خاصّةٍ تعنى بذلك ، وبجمع المعلومات والحقائق بهذا الصدد .
ثانياً : أنّ البنك يملك ـ كما مرّ بنا في تلك الشروط أيضاً ـ فكرةً كاملةً عن حدود العمل الذي سوف يمارسه المستثمِر ونوع الصفقة التي ضاربه على أساسها ، ومعرفة البنك بذلك تتيح له أن يدرس ظروف المشروع واحتمالات الربح والنجاح ، الأمر الذي يساعده على اكتشاف حقيقة سير المشروع وكشف التلاعب إذا حاول العامل المستثمر شيئاً من ذلك .
ثالثاً : أنّ البنك يلزم المستثمر ـ كما تقدّم ـ بتزويده بكافّة المعلومات عن الأسعار وتقلّبها ، وكذلك يلزم المستثمر بإخباره بأسعار البيع التي تقلّ عن سعر الشراء ، أو لا تحقّق ربحاً معقولاً قياسياً بأسعار السوق السائدة ، ويدعم كلّ ذلك بمبرّراته للبيع بهذه الأسعار .