نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 193
بالنسبة إلى بعضهم كالمباراة و المماراة، و حب الظهور، و ما يتعلق بذلك، و منها المنافع، و المرافق في القضاء، و الإفتاء، و الأوقاف بالنسبة إلى آخرين.
و منها الثقة و الاطمئنان بالتربية العلمية على المذهب و الاقتصار عليه في التعليم و الإفتاء، و من طبع الإنسان أن ما يعتاده زمنا طويلا يملك عليه أمره و يؤثر في نفسه تأثيرا يصرفها عن كل ما عداه، إلا أصحاب العقول الكبيرة و النفوس العالية الذين تكون الحقيقة ضالتهم و الصواب و جهتهم [1].
كلمات حول التقليد:
أما الذين يحاولون الجمود و يلتزمون بالتقليد فإنهم عجزوا عن الوصول إلى رتبة الاجتهاد و اقتنعوا بعناية السلطان على ما هم فيه من النقص، فلا يروق لهم بلوغ أحد رتبة الاجتهاد، و نسبوا مدعيه إلى الجنون كما ذهب إليه الشيخ داود النقشبندي في كتابه «أشد الجهاد» حيث يرى أن مدعي الاجتهاد ضال مبتدع.
و يقول الشيخ أحمد بن عبد الرحيم في تقسيم طبقات المجتهدين: «الطبقة الثالثة من نشأ من المسلمين من رأس المائة الرابعة و يجب على العامي تقليد المجتهد المنتسب لا غير، «أي لأحد المذاهب الأربعة» لامتناع وجود المستقل من هذا التأريخ حتى اليوم، ثم أورد على نفسه و أجاب، و أهم شيء يعتمد عليه في أدلته، قوله: إنه اجتمعت الأمة على أن يعتمدوا على السلف في معرفة الشريعة فلا بد لنا من الرجوع إليهم، و لا يرجع إلا إلى المروي عن السلف بسند صحيح مدون في الكتب المشهورة، مع بيان الأرجح من دلالتها، و تخصيص عمومها أو تقييدها و الجمع بين مختلفاتها، و لا توجد هذه الخصوصيات إلا في المذاهب الأربعة، و ليس مذهب بهذه الصفة إلا الإمامية، و الزيدية و هم أهل البدعة [2] لا يجوز الاعتماد على أقاويلهم فتعين الأخذ بأحد المذاهب الأربعة».
هذا أهم ما عندهم من الأدلة. و ذهب بعضهم إلى القول بعصمة الأربعة مستدلا بعصمة النبي، و هم ورثته فهم معصومون من الخطأ، و إذا كانوا كذلك فيجب الرجوع إليهم فحسب.