نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 192
عهد الخليفة عثمان و التي كانت سببا في وقف الفتح الإسلامي حيث تحولت في عهده الحرب الخارجية إلى حرب داخلية، أرجع ذلك إلى أن عثمان كان من المحافظين، و قد شرط ذلك على نفسه، عند ما وافق عبد الرحمن بن عوف على «لزوم الاقتداء بالشيخين في كل ما يعني دون اجتهاد» عند انتخابه خليفة و لم يوافق الإمام علي على ذلك حينئذ قائلا: إن الزمن قد تغير، فكان سبب تولي عثمان الخلافة هو سبب سقوطه» [1].
الدكتور عبد الدائم البقري الأنصاري «كم بين دفتي التاريخ من أحزاب سياسة استحالت إلى مذاهب دينية، رب مغفل أرعن يحقد على أخيه لاختلاف مذهبيهما اختلافا في الفروع منشؤه الاجتهاد، و لا يذكر أن كلمة التوحيد التي تجمعه و أخاه على خطر عظيم، و أن حقده هذا يزيده خطرا.
الاجتهاد مجلبة اليسر، و اليسر من أكبر مقاصد الشارع و أبدع حكم التشريع، بالاجتهاد يتلاطم موج الرأي فينفذ جوهر الحقيقة على الساحل، الحوادث لا تتناهى و العصور محدثات، فإذا جمدنا على ما قيل فما حيلتنا فيما يعرض من ذاك القبيل؟
سد باب الاجتهاد اجتهاد فقل للقائل به إنك قائل غير ما تفعل» [2].
العلامة العبيدي هذه بعض الشواهد على عدم شرعية غلق باب الاجتهاد الذي حدث في ظروف خاصة و لمآرب سياسية، و لم تخضع الشيعة لحكم تلك الظروف بل ساروا على طريقة أهل البيت، و أخذوا أحكام الإسلام عنهم و بقي الاجتهاد مفتوحا عندهم.
و لقد ألفت في هذا الباب رسائل عدة لكبار العلماء، و كلهم ينددون بجمود التشريع على المذاهب الأربعة و يطلبون حل تلك العقدة التي عقدها ولاة أمر لا يطلبون بذلك إلا مصالح الدولة، و قد أوضح العلماء أسباب هذا الجمود كالغزالي، و العز بن عبد السلام و غيرهما من الأئمة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، فمنها