الذات نفس ذلك المبدأ لا يعقل انفكاكه عنه مثلا الجدار الأبيض يصدق عليه عنوان الابيض لكن هذا الصدق ببركة كون البياض فيه و اما نفس البياض فهو بنفسه أبيض و لنا أن نقول تركب الذات و المبدأ ربما يكون تركبا اتحاديا و قد يكون انضماميا.
النوع العاشر: القائلون بوحدة الوجود
و لا بد في حكمهم التفصيل بان يقال ان كان المراد بوحدة الوجود ان حقيقة الوجود واحدة و لها مراتب و هو مفهوم واضح و أما كنهه في غاية الخفاء و هو الأصل في العالم انّ الوجود عندنا أصل دليل من خالفنا عليل لا مانع من الالتزام به بان يقال قسم من الوجود واجب و قسم منه ممكن و الممكن على أقسام قسم منه رسول مكرم و قسم منه شيطان رجيم و هذا لا يوجب الكفر و هذا يسمى عندهم بالتوحيد العامي.
الفهلويون الوجود عندهم* * * حقيقة ذات تشكك تعمّ
و أما ان قيل ان الموجود واحد في الخارج و له اطوار فانه في السماء سماء و في الأرض أرض و في الخالق خالق و في المخلوق مخلوق و هكذا و هو المسمى عندهم بتوحيد خاص الخاص فيكون كفرا و الحادا و مكابرة مع الوجدان و البرهان امّا منافاته مع الوجدان فهو واضح عند من يكون له الوجدان و امّا منافاته مع البرهان فهو أنه كيف تجتمع الوحدة مع التعدد و كيف يتصور كون الواحد علة و معلولا و الالتزام بهذا المسلك يهدم جميع الأديان و الشرائع و قائله كافر بلا اشكال و الظاهر أنه لا شبهة في نجاسته إذ لازم هذا القول الهتك الأكثر من الشرك بالنسبة الى ذات الالوهية و غاية الجسارة الى ساحته المقدسة اعاذنا اللّه من القول الباطل و إن كان المراد من وحدة الوجود ان الوجود واحد و الموجود متكثر و بعبارة اخرى الموجود الحقيقي واحد و هو ذات الباري و بقية الموجودات موجودات انتسابي و اطلاق الموجود عليها كإطلاق اللابن على بايع اللبن و التامر على بايع التمر