و للفقيه العماني منزلة كبيرة جدّا عند الفقهاء، و قد أثنى عليه علماؤنا القدامى، كالشيخ المفيد و الشيخ الطوسي.
و للعماني كتاب (الكرّ و الفرّ) في موضوع الإمامة، و كتاب (المتمسّك بحبل آل الرسول) في الفقه، و هو كتاب حسن كبير، و كان مشهورا في ذلك الزمان، و لكنّه الآن غير موجود.
أقول: لم أجد في كتب التراجم-الموجودة عندي-تاريخ مولده أو وفاته، و لكنّه كان قبل الشيخ المفيد، بسنوات عديدة، لأنّه أسبق زمنا من إبن الجنيد، و إبن الجنيد من مشايخ المفيد و أساتذته [3] .
و لعلّ من الصحيح أن نقول: إنّ هذه الفترة-و هي ما بين وفاة النائب الرابع و بين نبوغ الشيخ المفيد-فترة مفقودة الحلقات، فقد كانت وفاة النائب الرابع سنة 329 هـ، و ولد الشيخ المفيد سنة 336 أو 338 هجرية.
و على كلّ حال، فقد أخذت القيادة المرجعيّة طابعها الخاصّ، و تكوّنت حلقات التدريس في بغداد، و انقضت سنوات، و لمع نجم الشيخ المفيد في بغداد، و أسّس الحوزة العلميّة، و كان يحضر مجلس
[1] من تأخّر عنهما: من جاء بعدهما، باعتباره متأخّرا من حيث الزمن
[2] كتاب (الفوائد الرجاليّة) المعروف بـ (رجال السيّد بحر العلوم) ج 1 ص 220، طبع النجف الأشرف سنة 1385.