responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : الصدر، السيد رضا    جلد : 1  صفحه : 21

معناه، و تكثّرت الأحاديث و الروايات، و دخل فيها الدسّ و الوضع، و توفّرت دواعي الكذب على النبي عليه الصلاة و السلام أخذ الاجتهاد، و معرفة الحكم الشرعي يصعب، و يحتاج إلى مزيد مئونة، و استفراغ وسع، و جمع بين الأحاديث، و تمييز الصحيح عن السقيم، و ترجيح بعضها على بعض.

و من مفاخر الشيعة الإماميّة الذين يتمسّكون بالثقلين أنّ باب الاجتهاد بالمعنى الذي يقولون به لا يزال عندهم مفتوحاً، و لن يزال إن شاء الله تعالى حتى تقوم الساعة، بخلاف المشهور عند جمهور أهل السنّة من أنّه قد سُدّ و أغلق على ذوي الألباب، و لست أدري في أيّ زمان قد انسدّ هذا الباب؟ و بأيّ نحو كان ذلك الانسداد؟ و لعلّه من ثمرات مداخلة سلطان الحكم في هذه الشؤون.

و قد بيّن كثير من حذّاق العلماء في مذاهب أهل السنّة أنّ هذا زعم باطل، و تضييق لا دليل عليه، و أنّ هذا إنّما حدث في عصور الضعف الفقهي، و يبدو من تفسيرهم للاجتهاد أنّه لم يعدّ بين المسلمين من يصلح هذا المنصب؛ لقصور الباع و قلّة المتاع، لا لأنّ باباً قد أُقفل، أو واسعاً قد حجّر.

و لعلّ هذا الكلام نشأ من حسن الظنّ بالسلف، و سوء الظنّ بالخلف.

و البحث العلمي يجب أن يكون منزّهاً عن كليهما، فكلّ من الأمرين يحجب الباحث من الوصول إلى غايته المرموقة، و إنّ قوام البحث بالحياد، و إلا فليس ببحث.

إنّ حسن الظنّ الممدوح هو وضع فعل الأخ على وجه أحسن، و ليس من حسن الظنّ جعل فعله حجّة للمذهب، و مشعلًا يستنار به.

إنّ الحقائق المجهولة تنكشف لدى الباحث إذا لم يؤثّر في بحثه حبّ، أو بغض؛ فإنّ لتأثير الحبّ و البغض و العداوة و الصداقة مكان آخر، و العلم أشرف و أغلى من أن يكون مكاناً له.

إنّ التعصّب في كلّ شي‌ء قبيح، لكنّ التعصّب في البحث أقبح، و البحّاثة من لا يكون متعصّباً و ذلك هو المجتهد، و من لا يتيح له مثل هذا البحث هو المقلّد تنبّه أم لم يتنبّه.

إنّ الإسلام عقيدة و عمل، و هو مشتمل على أُصول و فروع: فالأُصول: هي المعتقدات التي فرض الإسلام الإيمان بها، و من لم يكن مؤمناً بها فليس بمسلم. و المتكفّل لبيان أُصول عقائد الدين الإسلامي، و إثباتها بالحجج، و البراهين هو الفلسفة الإسلاميّة و علم الكلام.

و أمّا الفروع: فهي الأحكام المتعلّقة بأفعال المكلّفين العباديّة منها، أو الصادرة عنهم في سبيل‌

نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : الصدر، السيد رضا    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست