وهي سنّة الله تعالى في خلقه. قال عزّ من قائل: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمً))[1].
الأمر الثاني: أن الاستدلال بآية (أولوا الأرحام) لحصر الإمامة في ذرية الإمام الحسين (عليه السلام)، وأنها تجري في الأعقاب من الأب لولده إنما يحتاج إليه في حق صنفين من الناس:
الأول: من لم تبلغه النصوص الخاصة بأسماء بقية الأئمة (عليهم السلام)، لعدم كون تلك النصوص من الظهور والانتشار كالنصوص الواردة في حق أمير المؤمنين والحسنين (صلوات الله عليهم). وهو الحال فيما تقدم من استدلال الحارث بن معاوية في حروب كندة، لعدم اطلاعه على النصوص الصريحة الخاصة، لبعده عن المدينة المنورة التي هي مركز التشريع والثقافة الدينية.
الثاني: من لا يذعن لهذه النصوص، لأنها تنافي دعوته أو انتماءه، بخلاف النصوص الواردة في حق أمير المؤمنين والحسنين (صلوات الله عليهم)، فإنها لا تنافي دعوته وانتماءه، كما هو الحال في مثل الكيسانية