حاجة للنص الإلهي، غافلاً أو متغافلاً عن جميع ما سبق.
ويزيد في وضوح ذلك ملاحظة واقع المسلمين المزري الذي ندعو للتخلص منه بالرجوع للإسلام. فإن أراد هؤلاء الحكم على النهج السابق ـ الذي يدينون بشرعيته ـ فكيف وهو الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه؟!. وإن أرادوا الحكم على نهج آخر أصلح، فلو كان هناك ما هو الأصلح من دون رجوع للنص، وقد شرعه الله تعالى فلِمَ لم يظهر حتى الآن، ولِمَ لم يعتمده الأولون وهم الأقرب لعصر التشريع والأعرف بتعاليم الشريعة وأحكامها؟! ولا سيما مع ما يعتقدونه فيهم من انهم القمة في الإخلاص والعدالة.
ثم كيف يكون موقفنا مما حصل في عصور الإسلام الطويلة، وهل نقرّ بشرعيته أو بعدم شرعيته؟! ولكن لا ضابط للدعاوى والقناعات.
وليس علينا إلا بيان الحقيقة وإيضاحها وجعلها في متناول الطالبين. ولا يهمنا بعد ذلك اقتناع الآخرين به، وقبولهم له، بل كل امرئ وما يختار، والحساب على الله تعالى يوم يعرض الناس عليه ويوقفون بين يديه، وهو الحكم العدل.
ومنه عز وجل نستمد العون والتوفيق، والعصمة والتسديد. وهو حسبنا ونعم الوكيل.