شمولية إمامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للدين والدني
من الظاهر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إماماً للمسلمين ومرجعاً لهم. وإمامته ذات جانبين:
الأول: الإمامة في الدين، فعنه يأخذون معالم دينهم وشرائعه وأحكامه، وهو الحافظ له من الضياع والتحريف والبدع والضلالات.
وإلى ذلك يشير مثل قوله تعالى: ((وَأنزَلنَا إلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيهِم))[1].
الثاني: الإمامة في شؤون الدني، وهي الإمامة السياسية، التي هي عبارة عن كونه السلطان الحاكم عليهم، الذي يتولى شؤونهم، ويدير أمورهم، وينظر في صلاحهم، وينطق عنهم، ويجبي خراجهم، ويقسم فيئهم، ويطبق الإسلام فيهم عملياً بإقامة فرائضه، وإجراء حدوده، وفصل الخصومات على ضوء أحكامه، والدعوة له، والجهاد في سبيله، والدفاع عنه... إلى غير ذلك.