فيها أن تنسف هذه الدعوة من أساسه، لولا أنها دعوة حق تعهد الله تعالى ببقائه، لتقوم بها الحجة على الناس، وأخبر عن ذلك على لسان أمنائه على وحيه والناطقين عنه جلّ جلاله.
الكتاب المتضمن تعيين الأئمة (عليهم السلام)
ومنها: الكتاب المنزل من الله تعالى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسماء الأئمة من أهل بيته وشيء من أحوالهم واحداً بعد واحد، وفيه بعد ذكر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) :
"ثم أُكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب. سيذل أوليائي في زمانه ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشوا الويل والرنين في نسائهم. أولئك أوليائي حق، بهم أدفع كل فتنة عمياء حِندِس، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصار والأغلال ((أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُم المُهتَدُونَ)) " [1].
وهو ـ كما ترى ـ يحكي ما عانت منه شيعة أهل البيت في عصور الغيبة الطويلة، ومنها ما نراه في هذه العصور، حيث ظهرت فتنة المتطرفين الذين يستحلون سفك دمائهم علن، كما استحلها كثير من قبلهم، وفعلوا الأفاعيل بوحشية مسرفة.