ومنها: حديث سليمان بن هارون عن الإمام الصادق (عليه السلام) حول بعض الفرق المنحرفة عن خط الإمامية، حيث قال (عليه السلام) عن سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منكراً دعواهم:
"وإن صاحبه لمحفوظ محفوظ له. ولا يذهبن يميناً ولا شمال، فإن الأمر واضح. والله لو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر (يعني الإمامة) عن موضعه الذي وضعه الله ما استطاعو. ولو أن خلق الله كلهم جميعاً كفروا حتى لا يبقى أحد جاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون هم أهله" [1].
وهذا منه (عليه السلام) إخبار قاطع ببقاء دعوة الإمامية وعدم انقراضه، في وقت كانت في مهب الرياح، مستهدفة للقوى المعادية القاهرة، ومع ذلك تعاني من الفتن والمشاكل المعقدة. وكأنه (عليه السلام) يجري في كلامه هذا على غرار قوله تعالى: ((وَإن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أمثَالَكُم))[2]، ويكون مفسراً له.
وكيف كان فقد صدق هذا الخبر القاطع عيان، حيث بقيت هذه الدعوة المباركة هذه المدة الطويلة رغم كل المعوقات والمحن والمصائب والفتن.
ولاسيما محنة الغَيبة وما ترتب عليها من انشقاقات وفتن يفترض