ويأتمون بأئمة المذاهب السائرة في ركاب أولئك المتسلطين، المباينة لنهج أهل البيت (عليهم السلام).
ومع كل ذلك فهم يكادون يجمعون على صدق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأمانتهم واحترامهم، بل تعظيمهم وتقديسهم.
ولا تفسير لذلك إلا كون صدقهم (صلوات الله عليهم) وقدسيتهم ورفعة شأنهم حقائق ثابتة قد فرضت نفسها على أرض الواقع وألجأت الناس للإذعان بها رغم كل المثبطات والمعوقات.
ومن الظاهر أن كمالهم (عليهم السلام) وواقعيتهم فرع عن كمال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وواقعيته، فهم حجته الباقية من بعده الشاهدة بصدقه وحقه.
والحاصل: أن من ينظر لواقع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) في أقوالهم وسلوكهم وجهدهم وجهادهم، ويستوعب ذلك كله بإمعان وتبصر، يجدهم أصحاب رسالة ومبادئ سامية قد اقتنعوا بها وتبنوا الدعوة لها والحفاظ عليها وعلى صفائها ونقائه، وضحوا في سبيل ذلك بالنفس والنفيس، وبإصرار وتصميم.
وليس من المعقول أن يكون ذلك منهم نتيجة اختلاق الدعوة والكذب المتعمد على الله تعالى والافتراء عليه، إذ لم ينتفعوا بذلك في دنياهم، بل صار سبباً لتعرضهم للمحن العظام والمصائب الجسام، وصبّ عليهم وعلى شيعتهم ومحبيهم من أجله البلاء صبّ.
كما لا يعقل أن يكون ذلك منهم عن حسن نية نتيجة أوهام خاطئة