ومنها: قوله تعالى في أوائل ظهور الدعوة في مكة والمشركون في أوج عنادهم والمسلمون في منتهى ضعفهم: ((فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأعرِض عَن المُشرِكِينَ* إنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ))[1]. فكانت عاقبة الأمر كما قال، كفاه أمر المستهزئين، وكانت العاقبة والغلبة له.
ومنها: قوله سبحانه في سورة القمر المكية متحدياً قريشاً: ((أم يَقُولُونَ نَحنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ* سَيُهزَمُ الجَمعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ))[2].
وكذلك قوله عزّ أسمه ـ مخاطباً للمشركين في أعقاب واقعة
بدر ـ: ((وَإن تَعُودُوا نَعُد وَلَن تُغنِيَ عَنكُم فِئَتُكُم شَيئاً وَلَو كَثُرَت وَأنَّ اللهَ مَعَ المُؤمِنِينَ))[3]. وكلاهما وعد قاطع منه تعالى لهم بالفشل، وكان الأمر كما قال.
ومنها: قوله تعالى: ((قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ وَتُحشَرُونَ إلَى جَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهَادُ* قَد كَانَ لَكُم آيَةٌ فِي فِئَتَينِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخرَى كَافِرَةٌ يَرَونَهُم مِثلَيهِم رَأيَ العَينِ))[4]. فإنه أيضاً وعد قاطع للمخاطبين من اليهود أو المشركين ـ على اختلاف المفسرين ـ بالفشل، وأنهم يغلبون، كما حصل فعل.