فمن المعلوم أن القرآن الكريم قد اشتمل على جملة من الإخبارات الغيبية:
منها: قوله تعالى: ((غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أدنَى الأرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ* فِي بِضعِ سِنِينَ))[1]. فكان الأمر كما قال عزّ وجلّ أعاد الروم الكرة على فارس، وغلبوهم قبل مضي عشر سنين، كما ذكره المؤرخون.
ومنها: قوله سبحانه عن أبي لهب وامرأته: ((سَيَصلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ* وَامرَأتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ))[2]. حيث يرجع ذلك إلى أنهما يموتان على الشرك، مع أن إسلامهما ـ خصوصاً أبا لهب ـ غير مستبعد في العادة..
أولاً: لقرابة أبي لهب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، التي قد تجره وأهله للإسلام، حتى أنه روي أنه قد أثيرت حميته، ومال، إلا أنه لم يفلح.
وثانياً: لإمكان أن يمتد به العمر حتى يظهر الإسلام فيدخل فيه طوعاً أو كرهاً كما دخل غيره من أمثاله، ثم يحسن إسلامه.