responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول البحث نویسنده : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    جلد : 1  صفحه : 231

إن الإختلاف ضرورة لا يمكن دفعها عن البشر، و هو لا يستدعي الصراع و الخصام المذهبي ما دام أصحابه يسيرون ضمن نطاق الإجتهاد بموضوعية تامة، و ما دامت الأهواء السياسية و غيرها بعيدة عنه.

و هذا النوع من الصراع بين أتباع المذاهب كانت من ورائه دائما عوامل لا ترتبط بالدين.

و كانت السياسة من وراء أكثرها و كثير من هؤلاء المصطرعين لم يكونوا من العلماء المجتهدين، و إنما كانوا مرتزقة باسم الدين لإنسداد أبواب الإجتهاد في هذه الفترات التي أرخ لها، و حيث يوجد الغرض و الهوى و الجهل، و محاولات الإستغلال من تجار الضمائر و المبادى‌ء توجد التفرقة و الصراع، و أمثال هؤلاء المفرقين من العلماء إنما هم دمى بيد السلطة تحركها كيفما تشاء.

و إلا فإن العالم الصحيح لا يضره الإختلاف معه في مجالات استنباطه و ربما سر لعلمه بقيمة ما يأتي به الصراع من تلاقح فكري، و إنما و تطور للأفكار التي يؤمن بها.

و العلماء في مختلف المجالات العلمية يختلفون، و ما سمعنا خلافا أوجب الصراع فيما بينهم باسم العلم فضلا عن أن يدب الصراع إلى أبناء شعوبهم فيقتتلون، اللهم إلا إذا كانت السلطات من ورائه كما هو الشأن في موقف سلطة الكنيسة من بعض العلماء المكتشفين أمثال غاليلو.

و الشيعة أنفسهم رأوا طوائف من علمائهم و هم بحكم فتح أبواب الإجتهاد على أنفسهم كانوا يختلفون، و ينقد بعضهم آراء البعض الآخر، و مع ذلك كله نرى تقديسهم لعلمائهم يكاد يكون منقطع النظير.

و ما استشهد به من الآيات و الروايات على المنع من الإختلاف أجنبي عن هذا النوع من الإختلاف الذي يقتضيه البحث الموضوعي، لأن المنع عن هذا النوع منه تعبير آخر عن الدعوة إلى الجمود و إماتة الفكر و النظر في شؤون الدين، و هو ما ينافي الدعوة إلى تدبر ما في القرآن و النظر إلى آياته، بل

نام کتاب : اصول البحث نویسنده : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست