وفاة السيّد صاحب ( عبقات الأنوار ) في الردّ على ( التحفة ) بخمس سنوات - وقد ذكر في مقدّمة الكتاب ما نصّه : « وبعد ، فيقول المفتقر إلى الله ، الملتجئ إلى ركن فضله وعلاه ، خادم العلوم الدينيّة في مدينة دار السلام المحمية ، محمود شكري ابن السيّد عبد الله الحسيني الآلوسي البغدادي ، كان الله تعالى له خير معين وأحسن هادي : إنّ علماء الشيعة لم يزالوا قائمين على ساق المناظرة ، واقفين في ميادين المنافرة والمكابرة ، مع كلّ قليل البضاعة ، ممّن ينتمي إلى مذاهب أهل السنّة والجماعة ، لاسيّما في الديار العراقيّة وما والاها من ممالك الدولة العليّة العثمانيّة ، حتّى اغترّ بشبههم من الجهلة الاُلوف ، وانقاد لزمام دعواهم ممّن لم يكن له على معرفة الحقّ وقوف ، فلمّا رأيت الأمر اتّسع خرقه والشرّ تعدّدت طرقه ، شمّرت عن ساعد الجدّ والاجتهاد في الذبّ عن ملك ذوي الرشاد ، ورأيت أن اُؤلّف في هذا الباب كتاباً مشتملاً على فصل الخطاب به يتميّز القشر عن اللباب ويتبيّن الخطأ من الصواب . وقد ألّف العالم العلاّمة والنحرير الفهّامة الشيخ غلام محمّد أسلمي الهندي ، تغمّده الله تعالى بغفرانه الأبدي ، ترجمة ( التحفة الإثنى عشريّة في الردّ على فرق الشيعة الإماميّة ) ، فوجدته كتاباً انكشفت شبه المناظرين بأنوار دلائله واندفعت شكوك المعاندين بمسلَّم براهينه . . . فحداني التوفيق الإلهي إلى تلخيص ذلك الكتاب ، وهداني التأييد الرباني إلى إبراز غواني معانيه بأبهى لباب ، مع ضمّ ما يؤدّي إليه المقام ممّا أفاده العلماء الأعلام ، بعبارات سهلة موجزة مشتملة ينتفع بها الخاص والعام ويتلقّاها بالقبول ذوو الإنصاف من الأنام .