أحدهم إلاّ سألت عنه الآخر ، حتّى اجتمعوا عليه جميعاً » . وقد جاء في آخر النسخة : أنّه قد عرض الكتاب كلّه على سيّد الساجدين وكان في مجلسه أبو الطفيل صحابي رسول الله ، وعمر بن أبي سلمة ابن اُم المؤمنين اُم سلمة رضي الله عنها ، فأقرّوه كلّهم . وفي البحار : « قال أبان : فحججت من عامي ذلك ، فدخلت على عليّ بن الحسين وعنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكان من خيار أصحاب عليّ عليه السلام ، ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن اُم سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فعرضته عليه وعرضت على علي بن الحسين ذلك أجمع ثلاثة أيام ، كلّ يوم إلى اللّيل ، ويغدو عليه عمر وعامر ، فقرأته عليه ثلاثة أيام . فقال لي : صدق سليم رحمه الله ، هذا حديثنا كلّه نعرفه ، وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ما فيه حديث إلاّ وقد سمعته من علي ومن سلمان وأبي ذر ومن المقداد » . والإمام محمّد الباقر عليه السلام ، بعد أنْ استمع إلى قصّة الكتاب ومؤلّفه ، جعل يمدحه بالصدق والسداد والرشد والرشاد . ولا يخفى على أحد : أنّ يعقوباً الكليني الذي استفاد كثيراً من سليم وأمثاله ، لم يصل إلى هذه المراتب العليا ، وكتابه الذي شحنه بروايات الملحدين في الآفاق ، من أمثال زرارة وشيطان الطاق ، لا يصل إلى هذه المراتب القصوى . ورواة كتاب سليم من أجلاّء أصحاب سيّد الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم وأمثالهم ، الذين هم كما وصفهم الإمام الرضا كالنجوم في السماء ، وهو كتاب مقبول عند أئمّة الهدى من أوّله إلى آخره ، ويعدُّ جامعه فيمن لازم