القرآن الكريم كلام الله عزّوجل . . . والأخبار الواردة عن النبي وآله الأطهار في تلاوته وحفظه والعمل به والرجوع إليه . . . كثيرة جدّاً ، ولا خلاف بين العلماء في وجوب تعظيمه بكلّ أنحاء التعظيم وحرمة إهانته مطلقاً ، وذلك مذكور في محلّه من الفقه الشيعي . وقد أفتى الأعاظم من علماء الإماميّة بأنّ القرآن الكريم لم يقع فيه أيّ نقص في سوره وآياته ، معرضين عن الروايات الواردة في بعض كتبهم الظاهرة في ذلك ، لكون أكثرها ضعيفاً في السّند ، وأنّ القليل المعتبر فيها معارض بما هو أقوى دلالةً وسنداً وأكثر عدداً . . . لاسيّما وأنّه قد تقرّر أن ليس عند جمهور الطائفة الإماميّة الاثني عشريّة كتابٌ صحيحٌ من أوّله إلى آخره ، فضلاً عن أن يقولوا بقطعيّة صدور جميع ألفاظه عن النبي والأئمّة عليهم الصّلاة والسلام . . . أمّا أهل السنّة ، فجمهورهم على القول بصحّة ما اُخرج في كتابي البخاري ومسلم المعروفين بالصحيحين . بل إنّ كثيراً من المحقّقين منهم ذهبوا إلى أنّ جميع ألفاظ هذين الكتابين مقطوعة الصدور ، وهذه كلمات كبار علمائهم تنادي بهذا المعنى : قال السيوطي : وذكر الشيخ - يعني ابن الصّلاح - : إن ما روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصحّته والعلم القطعي حاصل فيه ، خلافاً لمن نفى ذلك . قال البلقيني : نقل بعض الحفاظ المتأخّرين مثل قول ابن الصّلاح عن جماعة من الشافعيّة كأبي إسحاق وأبي حامد الإسفراينين والقاضي أبي الطيّب