responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 51


جواب سؤال او غرض آخر من الاغراض في غير الانحاء التي ذكرتها ، وقرّرت القاعدة عليها نسبته الى أليق الابواب به ، واشدّها ملامحة لغرضه ، وربّما جاء فيما اختاره من ذلك فصول غير متّسقة ، ومحاسن كلم غير منتظمة ، لانّى اورد النّكت واللمع ، ولا اقصد التّتالى والنسق .
ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها انّ كلامه عليه السلام الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر اذا تأمّله المتأمّل ، وفكَّر فيه المتفكَّر ، وخلع عن قلبه انّه كلام مثله ممّن عظم قدره ، ونفذ أمره ، واحاط بالرقاب ملكه ، لم يعترضه الشك في انّه من كلام من لا حظَّ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة ، قد قبع في كسر بيت او انقطع في سفح جبل لا يسمع الَّا حسّه ، ولا يرى الَّا نفسه ، ولا يكاد يوقن بانّه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقطَّ الرقاب ، ويجدّل الأبطال ، ويعود به ينطف دما ، ويقطر مهجا ، وهو مع تلك الحال زاهد الزهادّ ، وبدل الأبدال ، وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللَّطيفة التي جمع بها بين الأضداد ، والَّف بين الاشتات ، وكثيرا ما أذاكر الاخوان بها ، واستخرج عجبهم منها ، وهى موضوع للعبرة بها ، والفكرة فيها .
وربّما جاء في اثناء هذا الاختيار اللفظ المردّد ، والمعنى المكرّر ، والعذر في ذلك انّ روايات كلامه عليه السلام تختلف اختلافا شديدا ، فربّما اتّفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه ، ثم وجد بعد ذلك في رواية اخرى موضوعا غير موضعه الاوّل امّا بزيادة مختارة او بلفظ احسن في العبارة ، فتقتضى الحال ان يعاد استظهار اللاختيار ، وغيرة على عقائل الكلام ، وربّما بعد العهد ايضا بما اختير اوّلا فاعيد بعضه سهوا ونسيانا لا قصدا واعتمادا .
ولا [1] ادّعى مع ذلك انّنى احيط باقطار جميع كلامه عليه السلام حتى لا يشذّ عنّى منه شاذّ ولا يندّ نادّ ، بل لا ابعد ان يكون القاصر عنّى فوق الواقع اليّ ، والحاصل في ربقتى دون الخارج من يدي ، وما عليّ الَّا بذل الجهد ، وبلاغ الوسع ، وعلى اللَّه سبحانه وتعالى نهج السبيل ، ورشاد الدليل ان شاء اللَّه .
ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب ( نهج البلاغة ) اذ كان يفتح للناظر فيه ابوابها ، و



[1] في ش : وما ادعى .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست