responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 189


الحنطة أو القطن . وهكذا تتمتع كل أرض باستعداد طبيعي ، يرشحها لفرع معين من فروع الإنتاج . ويعين هذا أن كمية معينة من العمل إذا أنفقت على زراعة الأرض ، في حالة تقسيمها على فروع الإنتاج الزراعي تقسيماً صحيحاً ، واستخدام كل أرض فيما هي أصلح له . . تنتج مقادير مهمة من الحنة والقطن ، بينما لو صرفت نفس تلك الكمية المعينة من العمل الاجتماعي ، في حالة توزيع شيء للأرض على فروع الإنتاج ، واستخدام كل أرض في غير ما هي أجدر به . . لما أمكن الحصول إلا على جزء من الحنطة مثلاً ، يساوي - من الناحية التبادلية - ذلك المقدار المضاعف ، الذي ينتج في حالة توزيع الأرض - على فروع الإنتاج - توزيعاً صحيحاً . . لا لشيء إلا لأنه يساويه في كمية العمل الاجتماعي المتجسد فيه ؟ ! . وهل يسمح الاتحاد السوفياتي - القائم على أساس ماركس - لنفسه أن يساوي في التبادل بين هاتين الكميتين المختلفتين ، بوصفهما تعبيراً عن كمية واحدة من العمل الاجتماعي .
إن الاتحاد السوفياتي ، وأي دولة أخرى في العالم ، تدرك عملياً - دون شك - مدى الخسارة التي تحيق بها من جراء : عدم استخدام كل أرض فيما هي أكثر صلاحية له .
وهكذا نعرف أن الكمية الواحدة من العمل الزراعي قد تنتج قيمتين مختلفتين ، تبعاً للطريقة المتبعة في تقسيمها على الأراضي المتنوعة .
ومن الواضح - في ضوء ذلك - أن القيمة المضاعفة ، التي تحصل من استخدام كل أرض فيما هي أكثر صلاحية له . . ليست نتيجة للطاقة التي أنفقت في الإنتاج ، لأن الطاقة هي الطاقة ، لا تتغير ، سواء زرعت كل أرض بما هي أصلح له أم زرعت بغيره ، وإنما هي - القيمة المضاعفة - مدينة للدور الإيجابي الذي تلعبه الأرض نفسها في تنمية الإنتاج وتحسينه [1] .



[1] ويمكن للماركسية أن تقرر - بصدد الدفاع عن وجهة نظرها - أن الكيلو من القطن مثلا إذا كان يتطلب إنتاجه ساعة من العمل في بعض الأراضي ، وساعتين من العمل في البعض الآخر . فلابد من أخذ المعدل ، لمعرفة العمل المتوسط اللازم اجتماعياً لإنتاج كيلو من القطن ، وهو - في مثالنا - ساعة ونصف ، فيصبح الكيلو من القطن تعبيراً عن ساعة ونصف من العمل الاجتماعي المتوسط ، وتحدد قيمته وفقاً لذلك . وتكون عمل ساعة في الأرض الأكثر كفاية منتجاً لقيمة أضخم من القيمة التي ينتجها عمل ساعة في الأرض الأخرى ، لأن العملين وإن كانا متساويين من ناحية شخصية ، ولكن كمية العمل الاجتماعي المتوسط ، المتضمنة في أحدهما أكبر منها في الآخر ، لأن عمل ساعة في الأرض الخصبة ، يساوي ساعة ونصف من العمل الاجتماعي المتوسط ، وأما عمل ساعة في الأرض الأخرى ، فهو يعادل ثلاثة أرباع ساعة من العمل المتوسط اجتماعياً . فمرد الفرق بين النتاجين في القيمة التبادلية هو : اختلاف العملين نفسهما في كمية العمل الاجتماعي المتوسط المتضمن في كل منهما . ولكننا بدورنا نتساءل : إن عمل ساعة في الأرض الأكثر كفاءة لزراعة القطن ، كيف أصبح أكبر من نفسه ؟ وبقدرة أي قادر أضيفت إليه - نصف ساعة من العمل ، فأصبح يساوي عمل ساعة ونصف ؟ ! إن هذه النصف ساعة من العمل ، التي دست نفسها بطريقة سحرية في عمل ساعة واحدة فصيرته أكبر من نفسه . ليست إنتاجاً انسانياً ، ولا تعبيراً عن طاقة منفقة في سبيلها - لأن الانسان لم يصرف في استخدام الأرض الأكثر كفاءة ، ذرة من طاقة أكثر مما يصرفه في استخدام الأرض الأقل كفاءة - وإنما هو نتاج الأرض الخصبة نفسها . فخصب الأرض هو الذي قام بالعمل السحري ، فمنح مجاناً نصف ساعة ، العمل الاجتماعي للعامل . فإذا كانت نصف الساعة هذه تدخل في حسبا القيمة التبادلية للإنتاج ، كان معنى ذلك أن الأرض - بقدرتها على تمديد ساعة من العمل ومنحها قوة ساعة ونصف - ذات دور ايجابي في تكوين القيمة التبادلية ، وليس العمل الإنتاجي من المنتج هو وحده جوهر القيمة ومصدرها . وأما إذا لم تدخل نصف الساعة السحرية في حساب القيمة ، وتحددت القيمة وفقاً للعمل الذي قدمه الانسان فحسب ، كان معنى ذلك أن التقطن الناتج عن عمل ساعة في الأرض الأكثر كفاءة له ، يساوي القطن الناتج عن عمل ساعة في الأرض الأقل كفاءة وبمعنى آخر ، أن كيلو من القطن يساوي نصف كيلو منه .

نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست