وَ الْقِسْمُ الثَّانِى مِنْ قِسْمَىِ الإبْطِىِّ فَإنَّهُ يَتَفَرَّعُ عِنْدَ السَّاعِدِ فُرُوعاً أَرْبَعَةً: وَاحِدٌ مِنْهَا يَنْقَسِمُ فِى أَسَافِلِ السَّاعِدِ إلَى الرُّسْغِ، وَ الثَّانِى يَنْقَسِمُ فَوْقَ انْقِسَامِ الأَوَّلِ مِثْلُ انْقِسَامِهِ، وَالثَّالِثُ يَنْقَسِمُ كَذَلِكَ فِى وَسَطِ السَّاعِدِ، وَ الرَّابِعُ أَعْظَمُهَا وَهُوَ الَّذِى يَظْهَرُ وَيَعْلُو فَيُرْسِلُ فُرُوعاً تُضَامُّ شُعْبَةً مِنَ الْقِيفَالِ فَيَصِيرُ مِنْهُمَا [1] الأَكْحَلُ، وَ بَاقِيهِ هُوَ الْبَاسِلِيقُ، وهُوَ أيْضاً يَغُورُ وَ يَعْمُقُ مَرَّةً أُخْرَى. وَ الأَكْحَلُ يَبْتَدِئُ مِنَ الإنْسِىِّ وَيَعْلُو الزَّنْدَ الأعْلَى ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْوَحْشِىِّ وَ يَتَفَرَّعُ فَرْعَيْنِ عَلَى صُورَةِ حَرْفِ اللَّامِ الْيُونَانِيَّةِ فَيَصِيرُ أَعْلَى جُزْئَيْهِ [2] إلَى طَرَفِ الزَّنْدِ الأعْلَى، وَ يَأْخُذُ نَحْوَ الرُّسْغِ وَ يَتَفَرَّقُ خَلْفَ [3] الإِبْهَامِ وَفِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَفِى السَّبَّابَةِ وَالْجُزْءُ الأَسْفَلُ مِنْهُ يَصِيرُ إلَى طَرَفِ الزَّنْدِ الأَسْفَلِ وَيَتَفَرَّعُ إلَى فُرُوعٍ ثَلاثَةٍ: فَرْعٌ مِنْهُ يَتَوَجَّهُ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِى بَيْنَ الْوُسْطَى وَ السَّبَّابَةِ وَيَتَّصِلُ بِشُعْبَةٍ مِنَ الْعِرْقِ الَّذِى يَأتِى السَّبَّابَةَ مِنَ الْجُزْءِ الأَعْلَى وَيَتَّحِدُ بِهِ عِرْقاً وَاحِداً، وَيَذْهَبُ فَرْعٌ ثَانٍ مِنْهُ وَ هُوَ الأُسَيْلِمُ [4] فَيَتَفَرَّقُ فِيمَا بَيْنَ الْوُسْطَى وَ الْبِنْصِرِ، وَيَمْتَدُّ الثَّالِثُ إلَى الْبِنْصِرِ وَ الْخِنْصِرِ وَ جَمِيعُ هَذِهِ تَنْقَسِمُ فِى الأَصَابِعِ.
الْفَصْلُ الْخَامِسُ فِى تَشْرِيحِ الأَجْوَفِ النَّازِلِ
قَدْ خَتَمْنَا الْكَلامَ فِى الْجُزْءِ الصَّاعِدِ مِنَ الأَجْوَفِ، وَ هُوَ أَصْغَرُ جُزْأَيْهِ، فَلْنَبْدَأْ فِى ذِكْرِ الأَجْوَفِ النَّازِلِ فَنَقُولُ [5]: الْجُزْءُ النَّازِلُ أوَّلَ مَا يَتَفَرَّعُ مِنْهُ كَمَا يَطْلُعُ مِنَ الْكَبِدِ،
[1] ط، آ، ج: منهما. ب: منها.
[2] ط، آ، ج: جزئيه. ب: جزئه.
[3] آ:- خلف.
[4] ط، آ، ج: الأُسَيْلم. ب: الاسليم.
[5] ط:- فلنبدأ فى ذكر الاجوف النازل فنقول.