لأنَّ مَنْشَأَهُ مِنَ الزِّيقِ [1] الأَسْفَلِ مِنَ الْكَتِفِ وَ مِنَ الْمِنْقَارِ، يَخُصُّ كُلَّ مَنْشَإٍ رَأْسٌ [2]، وَيَمِيلُ إلَى بَاطِنِ الْعَضُدِ وَيَتَّصِلُ وَتَرٌ لَهُ عَصَبَانِىٌّ بِمُقَدَّمِ الزَّنْدِ الأعْلَى، وَالفَرْدُ الثَّانِى يَقْبِضُ مَعَ مَيْلٍ إلَى الْخَارِجِ لأنَّ مَنْشَأَهُ مِنْ ظَاهِرِ الْعَضُدِ مِنْ خَلْفُ، وَ هُوَ عَضَلَةٌ لَهَا رَأْسَانِ لَحْمِيَّانِ أَحَدُهُمَا مِنْ وَرَاءِ الْعَضُدِ، وَالآخَرُ قُدَّامَهُ، وَتَسْتَبْطِنُ فِى مَمَرِّهَا قَلِيلًا إلَى أنْ تَخْلُصَ إلَى مُقَدَّمِ الزَّنْدِ الأَسْفَلِ. وَ قَدْ وَصَلَ مَا يَمِيلُ قَابِضاً إلَى الْخَارِجِ بِالأَسْفَلِ، وَ مَا يَمِيلُ إلَى الدَّاخِلِ بِالأَعْلَى، لِيَكُونَ الْجَذْبُ أَحْكَمَ، وَإذَا اجْتَمَعَ هَاتَانِ الْعَضَلَتَانِ عَلَى فِعْلَيْهِمَا [3] قَبَضَتَا عَلَى [4] الاسْتِقَامَةِ لا مَحَالَةَ وَ قَدْ تَسْتَبْطِنُ الْعَضَلَتَيْنِ الْبَاسِطَتَيْنِ عَضَلةٌ تُحِيطُ بِعَظْمِ الْعَضُدِ، وَ الأَشْبَهُ أنْ تَكُونَ جُزْءاً مِنَ الْعَضَلَةِ الْقَابِضَةِ الأَخِيرَةِ.
وَأمَّا الْبَاطِحَةُ لِلسَّاعِدِ فَزَوْجٌ أَحَدُ فَرْدَيْهِ مَوْضُوعٌ مِنْ خَارِجٍ بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ، وَ تُلاقِى الزَّنْدَ الأعْلَى بِلَا وَتَرٍ، وَ الآخَرُ رَقِيقٌ مُتَطَاوِلٌ مَنْشَؤُهُ مِنَ الْجُزْءِ الأعْلَى مِنْ رَأْسِ الْعَضُدِ مِمَّا يَلِى ظَاهِرَهُ، وَجُلُّهُ يَمُرُّ فِى السَّاعِدِ وَيَنْفُذُ حَتَّى يُقَارِبَ مَفْصَلَ الرُّسْغِ فَيَأتِى الْجُزْءَ الْبَاطِنَ مِنْ طَرَفِ الزَّنْدِ الأعْلَى وَ يَتَّصِلُ بِهِ بِوَتَرٍ غِشَائِىٍّ.
وَأمَّا الْمُكِبَّةُ فَزَوْجٌ مَوْضُوعٌ مِنْ خَارِجٍ، أَحَدُ فَرْدَيْهِ يَبْتَدِئُ مِنْ أعْلَى الإنْسِىِّ مِنْ رَأْسِ الْعَضُدِ، وَيَتَّصِلُ بِالزَّنْدِ الأعْلَى دُونَ مَفْصَلِ الرُّسْغِ، وَالآخَرُ أَقْصَرُ مِنْهُ وَلِيفُهُ إلَى الاسْتِعْرَاضِ وَطَرَفُهُ أَشَدُّ عَصَبَانِيَّةً، وَيَبْتَدِئُ مِنْ نَفْسِ الزَّنْدِ الأَسْفَلِ، وَيَتَّصِلُ بِطَرَفِ الأعْلَى عِنْدَ مَفْصَلِ الرُّسْغِ.
[1] ط، آ، ج: الزيق. ب: الزند.
[2] ط، ب، ج: رأسٌ. آ: رأساً.
[3] ب، آ، ج: فعليهما. ط: فعلهما.
[4] ط، ب، آ: على. ج: إلى.