وَفِعْلُهَا جَذْبُ أعْلَى رَأْسِ الْعَضُدِ إلَى فَوْقُ وَ لِلْعَضُدِ عَضَلَةٌ أُخْرَى ذَاتُ رَأْسَيْنِ تَفْعَلُ فِعْلَيْنِ وَفِعْلًا مُشْتَرَكاً فِيهِ، وَهِىَ تَأتِى مِنْ أَسْفَلِ التَّرْقُوَةِ وَ مِنَ الْعُنُقِ وَ تَلْتَقِمُ رَأْسَ الْعَضُدِ، وَ تُقَارِبُ مَوْضِعَ اتِّصَالِ وَتَرِ الْعَضَلَةِ الْعَظِيمَةِ الصَّاعِدَةِ مِنَ الصَّدْرِ، وَ قَدْ قِيلَ إنَّ أَحَدَ رَأْسَيْهَا [1] مِنْ دَاخِلٍ، وَ يُمِيلُ إلَى دَاخِلٍ مَعَ تَوْرِيبٍ يَسِيرٍ. وَ الرَّأْسَ الآخَرَ مِنْ خَارِجٍ عَلَى ظَهْرِ الْكَتِفِ عِنْدَ أَسْفَلِهِ، وَ يُمِيلُ إلَى خَارِجٍ بِتَوْرِيبٍ يَسِيرٍ. وَ إذَا فَعَلَ بِالْجُزْءَيْنِ أَشَالَ عَلَى [2] الاسْتِقَامَةِ. وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ زَادَ عَضَلَتَيْنِ: عَضَلَةٌ صَغِيرَةٌ تَأتِى مِنَ الثَّدْىِ، وَ أُخْرَى مَدْفُونَةٌ فِى مَفْصَلِ الْكَتِفِ، وَ رُبَمَا جُعِلَ لِعَضَلِ [3] الْمِرْفَقِ مَعَهَا شِرْكَةٌ.
الْفَصْلُ الثَّامِنَ عَشَرَ فِى تَشْرِيحِ عَضَلِ حَرَكَةِ السَّاعِدِ
الْعَضَلُ الْمُحَرِّكَةُ لِلسَّاعِدِ، مِنْهَا مَا يَقْبِضُهُ، وَ مِنْهَا مَا يَبْسُطُهُ وَ هَذِهِ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْعَضُدِ، وَ مِنْهَا مَا يَكُبُّهُ وَ مِنْهَا مَا يَبْطَحُهُ وَ لَيْسَتْ عَلَى الْعَضُدِ، فَالْبَاسِطَةُ زَوْجٌ، أَحَدُ فَرْدَيْهِ يَبْسُطُ مَعَ مَيْلٍ إلَى دَاخِلٍ، لأَنَّ مَنْشَأَهُ مِنْ تَحْتُ مُقَدَّمُ الْعَضُدِ وَ مِنَ الضِّلْعِ الأَسْفَلُ [4] مِنَ الْكَتِفِ، وَ يَتَّصِلُ بِالْمِرْفَقِ حَيْثُ أَجْزَاؤُهُ الدَّاخِلَةُ. وَ الْفَرْدُ الثَّانِى يَبْسُطُ مَعَ مَيْلٍ إلَى الْخَارِجِ لأنَّهُ يَأْتِى مِنْ قَفَاءِ [5] الْعَضُدِ وَ يَتَّصِلُ بِالأَجْزَاءِ الْخَارِجَةِ مِنَ الْمِرْفَقِ، وَ إذَا اجْتَمَعَا جَمِيعاً عَلَى فِعْلَيْهِمَا، بَسَطَا عَلَى الاسْتِقَامَةِ لا مَحَالَةَ. وَالْقَابِضَةُ زَوْجٌ أَحَدُ فَرْدَيْهِ، وَهُوَ الأَعْظَمُ يَقْبِضُ مَعَ مَيْلٍ إلَى دَاخِلٍ، وَ ذَلِكَ
[1] ب، آ، ج: رأسيها. ط: رأسها.
[2] ب، آ، ج: على. ط: إلَى.
[3] ب، ج: لعضل. ط، آ: العضل.
[4] ب:+ و.
[5] ط، آ، ج: قفاء. ب: فقار.