وَأمَّا الْعَضَلُ الْمُطْبِقَةُ فَقَدْ كَانَ أَحْسَنَ أوْضَاعِهَا أنْ يُخْلَقَ [1] دَاخِلَ الْحَنْجَرَةِ حَتَّى إذَا تَقَلَّصَتْ جَذَبَتْ الطِّرْجِهَالِىَّ إلَى أَسْفَلَ، فَأَطْبَقَتْهُ، فَخُلِقَتْ كَذَلِكَ زَوْجاً يَنْشَأُ مِنْ أَصْلِ الدَّرَقِىِّ، فَيَصْعَدُ مِنْ دَاخِلٍ إلَى حَافَتَىِ الطِّرْجِهَالِىِّ وَ أَصْلِ الَّذِى لا اسْمَ لَهُ يُمْنَةً وَ يُسْرَةً فَإذَا تَقَلَّصَتْ شَدَّتِ الْمَفْصَلَ وَأَطْبَقَتِ الْحَنْجَرَةَ إِطْبَاقاً يُقَاوِمُ عَضَلَ الصَّدْرِ وَ الْحِجَابَ فِى حَصْرِ النَّفَسِ، وَخُلِقَتَا صَغِيرَتَيْنِ لِئَلَّا يُضَيِّقَا دَاخِلَ الْحَنْجَرَةِ [2]، قَوِيَّتَيْنِ لِيَتَدَارَكَا بِقُوَّتِهِمَا فِى تَكَلُّفِهِمَا إِطْبَاقَ الْحَنْجَرَةِ، وَحَصْرَ النَّفَسِ بِشِدَّةِ مَا أَوْرَثَهُ الصِّغَرُ مِنَ التَّقْصِيرِ وَ مَسْلَكُهُمَا هُوَ عَلَى الاسْتِقَامَةِ صَاعِدَتَيْنِ مَعَ قَلِيلِ انْحِرَافٍ يَتَأَتَّى بِهِ الْوَصْلُ بَيْنَ الدَّرَقِىِّ وَ الَّذِى لا اسْمَ لَهُ، وَ قَدْ يُوجَدُ عَضَلَتَانِ مَوْضُوعَتَانِ تَحْتَ الطِّرْجِهَالِىِّ يُعِينَانِ الزَّوْجَ الْمَذْكُورَ.
الْفَصْلُ الثَّانِى عَشَرَ فى تَشْرِيحِ عَضَلِ الْحُلْقُومِ وَ الْحَلْقِ [3]
وَ أمَّا الْحُلْقُومُ جُمْلَةً، فَلَهُ زَوْجَانِ يَجْذِبَانِهِ إلَى أَسْفَلُ: أَحَدُهُمَا زَوْجٌ ذَكَرْنَاهُ فِى بَابِ الْحَنْجَرَةِ، وَ الآخَرُ زَوْجٌ نَابِتٌ أيْضاً مِنَ الْقَصِّ يَرْتَقِى فَيَتَّصِلُ بِاللَّ امِىِّ، ثُمَّ بِالْحُلْقُومِ، فيَجْذِبُهُ إلَى أَسْفَلُ.
وَ أَمَّا الْحَلْقُ فَعَضَلَتُهُ هِىَ النُّغْنُغَتَانِ، وَ هُمَا عَضَلَتَانِ [4] مَوْضُوعَتَانِ عِنْدَ الْحَلْقِ مُعِينَتَانِ عَلَى الازْدِرَادِ فَاعْلَمْ ذَلِكَ.
[1] ط، آ، ج: يخلق. ب: تخلف.
[2] ط:+ و.
[3] ب:- و الحلق.
[4] ط:- وهما عضلتان.