مَصْرُوفَةٌ إلَى تَقْلِيلِ الآلاتِ مَا أَمْكَنَ إذَا لَمْ يُخِلَّ، إذْ [1] فِى التَّكْثِيرِ مِنَ الآفَاتِ مَا يُعْرَفُ، وَ إنَّهُ وَ إنْ كَانَ قَدْ يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ الْجَفْنُ الأعْلَى سَاكِناً، وَ الأَسْفَلُ مُتَحَرِّكاً لَكِنْ عِنَايَةُ الصَّانِعِ مَصْرُوفَةٌ إلَى تَقْرِيبِ الأفْعَالِ مِنْ مَبَادِيهَا، وَ إلَى تَوْجِيهِ الأَسْبَابِ إلَى غَايَاتِهَا عَلَى أَعْدَلِ طَرِيقٍ وَ أَقْوَمِ مِنْهَاجٍ، وَالْجَفْنُ الأعْلَى أَقْرَبُ إلَى مَنْبِتِ الأَعْصَابِ، وَ الْعَصَبُ إذَا سَلَكَ إلَيْهِ لَمْ يَحْتَجْ إلَى انْعِطَافٍ وَانْقِلابٍ. وَ لَمَّا كَانَ الْجَفْنُ الأعْلَى يَحْتَاجُ إلَى حَرَكَتَىِ الارْتِفَاعِ عِنْدَ فَتْحِ الطَّرَفِ
وَالانْحِدَارِ عِنْدَ التَّغْمِيضِ، وَكَانَ التَّغْمِيضُ يَحْتَاجُ إلَى عَضَلَةٍ جَاذِبَةٍ إلَى أَسْفَلُ، لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أنْ يَأتِيَهَا الْعَصَبُ مُنْحَرِفاً إلَى أَسْفَلُ وَمُرْتَفِعاً إلَى فَوْقُ [2] فَكَانَ حِينَئِذٍ لا يَخْلُو إنْ كَانَتْ وَاحِدَةً مِنْ أَنْ تَتَّصِلَ إِمَّا بِطَرَفِ الْجَفْنِ، وَ إِمَّا بِوَسَطِ الْجَفْنِ، وَ لَوِ اتَّصَلَتْ بِوَسَطِ الْجَفْنِ لَغَطَّتِ الْحَدَقَةَ صَاعِدَةً إلَيْهِ، وَ لَوِ اتَّصَلَتْ بِالطَّرَفِ [3] لَمْ تَتَّصِلْ إلَّا بِطَرَفٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ يَحْسُنِ انْطِبَاقُ [4] الْجَفْنِ عَلَى الاعْتِدَالِ بَلْ كَانَ يَتَوَرَّبُ [5]، فَيَشْتَدُّ التَّغْمِيضُ فِى الْجِهَةِ الَّتِى تُلاقِى الوَتَرَ أَوَّلًا، وَ يَضْعُفُ فِى الْجِهَةِ الأُخْرَى، فَلَمْ يَكُنْ يَسْتَوِى الانْطِبَاقُ بَلْ كَانَ يُشَاكِلُ انْطِبَاقَ جَفْنِ [6] الْمَلْقُوِّ فَلَمْ يُخْلَقْ عَضَلَةٌ وَاحِدَةٌ بَلْ عَضَلَتَانِ نَابِتَانِ [7] مِنْ جِهَةِ الْمُوقَيْنِ يَجْذِبَانِ الْجَفْنَ إلَى أَسْفَلُ جَذْباً مُتَشَابِهاً. وَ أمَّا فَتْحُ الْجَفْنِ فَقَدْ كَانَ تَكْفِيهِ عَضَلَةٌ تَأتِى وَسَطَ الْجَفْنِ فَيَنْبَسِطُ طَرَفُ
[1] ط، آ، ج: إذ. ب: إنّ.
[2] ط، ج: إلَيه. ب، آ: إلَى فوق.
[3] ط: بطرف الجفن. ب: بالطرف. ج: بطرف.
[4] ط، آ: إطباق. ب، ج: انطباق.
[5] ط: بتوريب. ب، آ، ج: يتورّب.
[6] ط: اجفان. ب، آ، ج: جفن.
[7] ط، ج: تأتيان. ب: نابتان.