وِقَايَتُهُ لِلْعَضَلِ الْكِبَارِ وَ الْعَصَبِ وَالْعُرُوقِ، وَ لَمْ يَحْدُثْ مِنَ الْجُمْلَةِ شَىْءٌ مُسْتَقِيمٌ، وَ لَمْ تَحْسُنْ هَيْئَةُ الْجُلُوسِ، ثُمَّ لَوْ لَمْ يُرَدَّ ثَانِياً إلَى الْجِهَةِ الإنْسِيَّةِ، لَعَرَضَ فَحَجٌ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ، وَ لَمْ يَكُنْ لِلقِوَامِ وَاسِطَةٌ [1] إلَيْهَا وَ عَنْهَا الْمَيْلُ، فَلَمْ يَعْتَدِلْ،
وَفِى طَرَفِهِ الأَسْفَلِ زَائِدَتَانِ لأَجْلِ مَفْصَلِ الرُّكْبَةِ فَلْنَتَكَلَّمْ أَوَّلًا عَلَى السَّاق ثُمَّ عَلَى الْمَفْصَلِ.
الْفَصْلُ الثَّامِنُ وَ الْعِشْرُونَ فِى تَشْرِيحِ عَظْمِ السَّاقِ
السَّاقُ كَالسَّاعِدِ مُؤَلَّفٌ مِنْ عَظْمَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ وَ أَطْوَلُ وَ هُوَ الإنْسِىُّ، وَ يُسَمَّى الْقَصَبَةَ الْكُبْرَى، وَ الثَّانِى أَصْغَرُ وَ أَقْصَرُ لا يُلاقِى الْفَخِذَ بَلْ يَقْصُرُ دُونَهُ، إلَّا أَنَّهُ مِنْ أَسْفَلُ يَنْتَهِى إلَى حَيْثُ يَنْتَهِى إلَيْهِ الأَكْبَرُ وَيُسَمَّى الْقَصَبَةَ الصُّغْرَى. وَلِلسَّاقِ أيْضاً تَحَدُّبٌ إلَى الْوَحْشِىِّ، ثُمَّ عِنْدَ الطَّرَفِ الأَسْفَلِ تَحَدُّبٌ آخَرُ إلَى الإنْسِىِّ، لِيَحْسُنَ بِهِ الْقِوَامُ وَ يَعْتَدِلَ. وَ الْقَصَبَةُ الْكُبْرَى وَهُوَ السَّاقُ بِالْحَقِيقَةِ قَدْ خُلِقَتْ أَصْغَرَ مِنَ الْفَخِذِ، وَ ذَلِكَ لأنَّهُ لِمَا اجْتَمَعَ لَهَا مُوجِبَا [2] الزِّيَادَةِ فِى الكِبَرِ [3] وَ هُوَ الثَّبَاتُ وَ حَمْلُ مَا فَوْقَهُ، وَ الزِّيَادَةِ فِى الصِّغَرِ وَ هُوَ الْخِفَّةُ لِلْحَرَكَةِ، وَ كَانَ المُوجِبُ الثَّانِى أَوْلىَ بِالْغَرَضِ الْمَقْصُودِ فِى السَّاقِ فَخُلِقَ [4] أَصْغَرَ، وَ الْمُوجِبُ الأَوَّلُ أَوْلى بِالْغَرَضِ الْمَقْصُودِ فِى الْفَخِذِ، فَخُلِقَ أَعْظَمَ، وَ أُعْطِىَ السَّاقُ قَدْراً مُعْتَدِلًا حَتَّى لَوْ زِيدَ عِظَماً عَرَضَ مِنْ عُسْرِ الْحَرَكَةِ مَا [5] يَعْرِضُ لِصَاحِبِ دَاءِ الْفِيلِ وَ
[1] ط، آ، ج: واسطة. ب: وبسطه.
[2] ب، ج: موجبا. ط: موجب.
[3] ب، ج: الكبر. ط: الكبرى.
[4] ط، ج: فخُلق. ب: خلق.
[5] ط، آ، ج: ما. ب: كما.