يَنْقَسِمُ إلَى أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ: فَالَّذِى يَلِى الْجَانِبَ الْوَحْشِىَّ يُسَمَّى الْحَرْقَفَةَ، وَعَظْمَ الْخَاصِرَةِ وَالَّذِى يَلِى القُدَّامَ يُسَمَّى عَظْمَ الْعَانَةِ، وَ الَّذِى يَلِى الْخَلْفَ يُسَمَّى عَظْمَ الْوَرِكِ، وَ الَّذِى يَلِى الأَسْفَلَ الإنْسِىَ [1] يُسَمَّى حُقَّ الْفَخِذِ، لأنَّ فِيهِ التَّقْعِيرَ الَّذِى يَدْخُلُ فِيهِ رَأْسُ الْفَخِذِ الْمُحَدَّبُ، وَقَدْ وُضِعَ عَلَى هَذَا الْعَظْمِ أَعْضَاءٌ شَرِيفَةٌ مِثْلُ الْمَثَانَةِ وَ الرَّحِمِ، وَ أَوْعِيَةِ الْمَنِىِّ مِنَ الذُّكْرَانِ، وَالْمَقْعَدَةِ وَ السُّرْمِ.
الْفَصْلُ السَّادِسُ وَ الْعِشْرُونَ كَلامٌ مُجْمَلٌ فِى مَنْفَعَةِ الرِّجْلِ
جُمْلَةُ الْكَلامِ فِى مَنْفَعَةِ الرِّجْلِ، أَنَّ مَنْفَعَتَهَا فِى شَيْئَيْنِ: أَحَدُهُمَا الثَّبَاتُ وَ الْقِوَامُ وَ ذَلِكَ بِالْقَدَمِ، وَ الثَّانِى الانْتِقَالُ مُسْتَوِياً وَ صَاعِداً وَ نَازِلًا، وَ ذَلِكَ بِالْفَخِذِ وَ السَّاقِ، وَ إذَا أَصَابَ الْقَدَمَ آفَةٌ عَسُرَ الْقِوَامُ وَ الثَّبَاتُ دُونَ الانْتِقَالِ إلَّا بِمِقْدَارِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ الانْتِقَالُ مِنْ فَضْلِ ثَبَاتٍ، يَكُونُ لإحْدَى الرِّجْلَيْنِ، وَ إذَا أَصَابَ عَضَلَ الْفَخِذِ وَ السَّاقِ آفَةٌ سَهُلَ الثَّبَاتُ وَ عَسُرَ الانْتِقَالُ.
الْفَصْلُ السَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ فِى تَشْرِيحِ عَظْمِ الْفَخِذِ
وَ أوَّلُ عِظَامِ الرِّجْلِ الْفَخِذُ، وَ هُوَ أَعْظَمُ عَظْمٍ فِى الْبَدَنِ لأنَّهُ حَامِلٌ لِمَا فَوْقَهُ نَاقِلٌ لِمَا تَحْتَهُ، وَ قُبِّبَ طَرَفُهُ الْعَالِى [2] لِيَتَهَنْدَمَ فِى حُقِّ الْوَرِكِ، وَ هُوَ مُحَدَّبٌ إلَى الْوَحْشِىِّ وَ قُدَّامُ [3]، مُقَصَّعٌ مُقَعَّرٌ إلَى الإنْسِىِّ وَ خَلْفُ، فَإنَّهُ لَوْ وُضِعَ عَلَى اسْتِقَامَةٍ وَ مُوَازَاةٍ لِلْحُقِّ لَحَدَثَ نَوْعٌ مِنَ الْفَحَجِ، كَمَا يَعْرِضُ لِمَنْ خِلْقَتُهُ تِلْكَ وَ لَمْ تَحْسُنْ
[1] ط:- الإنسى.
[2] ب، آ، ج: العالى. ط: الأعلى.
[3] ب:- و قُدّام.