الْفَصْلُ التَّاسِعَ عَشَرَ فِى تَشْرِيحِ السَّاعِدِ
السَّاعِدُ مُؤَلَّفٌ مِنَ عَظْميْنِ مُتَلاصِقَيْنِ طُولًا وَ يُسَمَّيَانِ الزَّنْدَيْنِ. وَ الْفَوْقَانِىُّ الَّذِى يَلِى الإبْهَامَ مِنْهُمَا أَدَقُّ وَ يُسَمَّى الزَّنْدَ الأعْلَى. وَ السُّفْلانِىُّ الَّذِى يَلِى الْخِنْصِرَ أَغْلَظُ لأنَّهُ حَامِلٌ وَيُسَمَّى الزَّنْدَ الأَسْفَلَ. وَمَنْفَعَةُ الزَّنْدِ الأعْلَى أَنْ تَكُونَ بِهِ حَرَكَةُ السَّاعِدِ عَلَى الالْتِوَاءِ وَالانْبِطَاحِ. وَ مَنْفَعَةُ الزَّنْدِ الأَسْفَلِ أنْ تَكُونَ بِهِ حَرَكَةُ السَّاعِدِ إلَى الانْقِبَاضِ وَ الانْبِسَاطِ. وَ دُقِّقَ الْوَسَطُ مِنْ كُلِ [1] وَاحِدٍ مِنْهُمَا لاسْتِغْنَائِهِ بِمَا يَحُفُّهُ مِنَ الْعَضَلِ الغَلِيظَةِ عَنِ الْغِلَظِ الْمُثْقِلِ وَ غُلِّظَ طَرَفَاهُمَا لِحَاجَتِهِمَا إلَى كَثْرَةِ نَبَاتِ [2] الرَّوَابِطِ عَنْهُمَا وَ [3] لِكَثْرَةِ مَا يَلْحَقُهُمَا مِنَ الْمُصَاكَّاتِ وَالْمُصَادِمَاتِ الْعَنِيفَةِ عِنْدَ حَرَكَاتِ الْمَفَاصِلِ وَ تَعَرِّيهِمَا عَنِ اللَّحْمِ وَ الْعَضَلِ. وَ الزَّنْدُ الأعْلَى مُعَوَّجٌ كَأَنَّهُ يَأْخُذُ مِنَ الْجِهَةِ الإنْسِيَّةِ وَ يَنْحَرِفُ يَسِيراً إلَى الْوَحْشِيَّةِ مُلْتَوِياً. وَالْمَنْفَعَةُ فِى ذَلِكَ حُسْنُ الاسْتِعْدَادِ لِحَرَكَةِ الالْتِوَاءِ. وَ الزَّنْدُ الأَسْفَلُ مُسْتَقِيمٌ إذْ كَانَ ذَلِكَ أَصْلَحَ لِلانْبِسَاطِ وَالانْقِبَاضِ.
الْفَصْلُ الْعِشْرُونَ فِى تَشْرِيحِ مَفْصَلِ الْمِرْفَقِ
وَ أَمَّا مَفْصَلُ الْمِرْفَقِ فَإنَّهُ يَلْتَئِمُ مِنْ مَفْصَلِ الزَّنْدِ الأَعْلَى وَ مَفْصَلِ الزَّنْدِ الأَسْفَلِ مَعَ الْعَضُدِ، فَالزَّنْدُ [4] الأَعْلَى فِى طَرَفِهِ نُقْرَةٌ [5] مُهَنْدَمَةٌ فِيهَا لُقْمَةٌ مِنَ الطَّرَفِ الْوَحْشِىِّ مِنَ الْعَضُدِ، وَتَرْتَبِطُ فِيهَا. وَ بِدَوَرَانِهَا فِى تِلْكَ النُّقْرَةِ تَحْدُثُ الْحَرَكَةُ الْمُنْبَطِحَةُ وَ الْمُلْتَوِيَةُ. وَأمَّا الزَّنْدُ الأَسْفَلُ فَلَهُ زَائِدَتَانِ بَيْنَهُمَا حَزٌّ شَبِيهٌ بِكِتَابَةِ
[1] ط، ج: لكل. ب: من كل. آ: وسط كلِّ.
[2] ط: نبات. ب: ثبات. ج: نباط.
[3] ب:- و.
[4] ط، آ، ج: فالزند. ب: والزند.
[5] ط، آ، ج: نقرة. ب: نقر.