لِلْقِحْفِ كُلِّهِ، كَمَا يَكُونُ لَوْ كَانَ عَظْماً وَاحِداً. وَ الثَّانِيَةُ أنْ لا يَكُونَ فِى عَظْمٍ وَاحِدٍ اخْتِلافُ أَجْزَاءٍ فِى الصَّلابَةِ وَ اللِّينِ، وَالتَّخَلْخُلِ وَ التَّكَاثُفِ، وَ الرِّقَّةِ وَ الْغِلَظِ، الاخْتِلافُ الَّذِى يَقْتَضِيهِ الْمَعْنَى الْمَذْكُورُ عَنْ قَرِيبٍ.
وَ أمَّا الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ: فَهِىَ الْمَنْفَعَةُ الَّتِى تَتِمُّ بِالشُّؤُونِ [1]، فَبَعْضُهَا بِالْقِيَاسِ إلَى الدِّمَاغِ نَفْسِهِ، بِأَنْ يَكُونَ لِمَا غَلُظَ [2] مِنَ الأَبْخِرَةِ الْمُمْتَنِعَةِ عَنِ النُّفُوذِ فِى الْعَظْمِ نَفْسِهِ، لِغِلَظِهِ [3] طَرِيقٌ وَ مَسْلَكٌ لِيُفَارِقَهُ [4] فَيُنَقَّى الدِّمَاغُ بِالتَّحَلُّلِ. وَ مَنْفَعَةٌ بِالْقِيَاسِ إلَى مَا يَخْرُجُ مِنَ الدِّمَاغِ مِنْ لِيفِ الْعَصَبِ الَّذِى يَنْبُتُ فِى أَعْضَاءِ الرَّأْسِ لِيَكُونَ لَهَا طَرِيقٌ. وَ مَنْفَعَتَانِ مُشْتَرَكَتَانِ بَيْنَ الدِّمَاغِ [5] وَبَيْنَ شَيْئَيْنِ آخَرَيْنِ، أَحَدُهُمَا بِالْقِيَاسِ إلَى الْعُرُوقِ وَ الشَّرَايِينِ الدَّاخِلَةِ إلَى دَاخِلِ الرَّأْسِ، لِكَىْ يَكُونَ لَهَا طَرِيقٌ وَ مَنْفَعَةٌ بِالْقِيَاسِ إلَى الْحِجَابِ الْغَلِيظِ الثَّقِيلِ، فَتَتَشَبَّثُ أجْزَاءٌ مِنْهُ بِالشُّؤُونِ فَيَسْتَقِلُّ عَنِ الدِّمَاغِ وَلا يَثْقُلُ عَلَيْهِ. وَ الشَّكْلُ الطَّبِيعِىُّ لِهَذَا الْعَظْمِ هُوَ الاسْتِدَارَةُ لأَمْرَيْنِ وَمَنْفَعَتَيْنِ. أَحَدُهُمَا بِالْقِيَاسِ إلَى دَاخِلٍ وَهُوَ أنَّ الشَّكْلَ الْمُسْتَدِيرَ أَعْظَمُ مَسَاحَةً مِمَّا يُحِيطُ بِهِ غَيْرُهُ مِنَ الأَشْكَالِ الْمُسْتَقِيمَةِ الْخُطُوطِ إذْ تَسَاوَتْ إِحَاطَتُهَا. وَالآخَرُ بِالْقِيَاسِ إلَى خَارِجٍ وَهُوَ أنَّ الشَّكْلَ المُسْتَدِيرَ لا يَنْفَعِلُ مِنَ الْمُصَادِمَاتِ مَا يَنْفَعِلُ عَنْهُ ذُو الزَّوَايَا. وَخُلِقَ إلَى طُولٍ مَعَ اسْتِدَارَةٍ لأَنَّ مَنَابِتَ الأَعْصَابِ الدِّمَاغِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ فِى الطُّولِ وَ كَذَلِكَ يَجِبُ لِئَلَّا يَنْضَغِطَ [6]. وَلَهُ نُتُوآنِ إلَى قُدَّامُ وَ إلَى
[1] ط: بالشؤن. آ، ج: بالشيون. ب: بالشؤون.
[2] ط، آ، ج: غلظ. ب: يتحلّل.
[3] ط، آ: لغلظها. ب: لغلظه. ج: لغلظ.
[4] ط: لتفارق. ب: ليفارقه.
[5] ب: الدماغ. ط: القطاع.
[6] ب: ينضغط. ط: ينضغظ.