نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 99
التصويت، و هذه القصبة مع الحنجرة لا يمكن أن يقوم بها فقط العنق و
إلا لم يمكن إقلالها للرأس، فلا بد مع القصبة من عظام أخر
[1] يكون المجموع ذلك العنق. فلا بد و أن تكون هذه العظام هى التى ينفذ
فيها النخاع فإنه لو كان فى العنق عظام أخر لغلظ جدا و ثقل، و العظام التى ينفذ
فيها النخاع هى عظام الفقار. فإذا العنق إنما يتقوم
[2] بهذه العظام و هذه العظام سبعة لأن الإنسان يحتاج كثيرا أن يطأطىء
رأسه و بعض عنقه إلى قدام فى حال إرادته النظر إلى أمام رجليه و نحو ذلك، و إنما
يمكن ذلك بأن يكون [3]
بميل وسط العنق إلى خلف، و إنما يمكن ذلك إذا كان هذا الميل بتدريج فلو مالت حينئذ
إلى خلف فقرة واحدة دون ما يجاورها لزم ذلك انقطاع النخاع هناك و خروج تلك الفقرة
عن وضعها الطبيعى، و كان ذلك لها كالخلع فلا بد و أن يكون هذا الميل بتدريج و إنما
يمكن ذلك بأن تكون مع الفقرة المائلة كثيرا فقرتان مائلتان معها قليلا [4] و احداهما فوقها و الأخرى تحتها فلا
بد و أن يكون المائل إذا إلى قدام غير هذه الثلاثة و لا بد و أن يكون من كل جهة
اعنى فوق و اسفل أكثر من واحدة فإن ميل الواحدة لا يمكن أن يكون أزيد من ميل
الثلاثة إلى خلف فلا بد و ان تكون اثنتان من فوق و اثنتان من اسفل، فلذلك لا بد و
أن تكون فقرات العنق سبعا، و تحتاج أن يكون للعنق حركات متفننة إلى جهات كثيرة
ليسهل [5] للإنسان تحريك رأسه إلى الإشراف على
أكثر بدنه و إنما يمكن ذلك بأن يكون فى العنق عضلات كثيرة و اوتار و اعصاب، و
تحتاج هذه إلى عروق و شرايين كثيرة فلذلك لا بد فى العنق من ذلك كله، و لا بد أن
تكون زوائد فقار العنق غير معاوقة عن كثرة هذه الأعضاء و إنما يمكن ذلك [6] بأن تكون سناسنها صغارا و اجنحتها
منقسمة إلى قسمين ليمكن دخول هذه الأعضاء بينها. و كذلك ينبغى أن تكون فى اجنحتها
ثقوب و تنفذ فيها هذه الأعصاب [7] حتى لا تضيق.
قوله: و لما صغرت سنا سنها جعلت اجنحتها كبارا ذوات رأسين مضاعفة
العرض بانقسام الأجنحة إلى قسمين ليس تضعيف الجناح، فإن ذلك يزيد فى الثقل، و هو
غير مطلوب هاهنا بل الغرض حدوث الفرج فيها، حتى لا يعاوق نفوذ ما تحتاج أن ينفذ
هناك من العروق و الأعصاب و نحوهما، و أيضا فإن عظم السنسنة إذا كان مؤديا إلى
انكسار الفقرات الرّقاق فعظم الأجنحة كذلك أيضا، و أيضا صغر السنسنة لا يلزمه كبر
الجناح.