مستقيما، فإن قطع المسافة المستقيمة [1] أسرع لا محالة من قطع المعوجة. و لمجرى البول فى الرجال ثلاثة تعاريج، و فى النساء تعريج واحد؟

و جوابنا: [2] أن هذه التعاريج ليست لإطالة زمان خروج البول فإن ضرر ذلك ظاهر بل تلك التعاريج الغرض منها تمكن القضيب من الانتشار فإن مجرى البول كما بيّناه أولا لا بد من أن يكون إلى صلابة، و الأجسام الصلبة ليس يسهل تمددها عند انتشار القضيب فإنه حين يخرج لا بد من أن يزداد طوله. فلو لم يكن هذه التعاريج لما أمكن انتشار القضيب لأن المجرى إذا استقام طال ما بين طرفيه و إنما كانت هذه التعاريج فى الرجال كثيرة ليتمكن القضيب من الطول الكبير الذى لا بد منه فى الانتشار.

و أما التعريج الذى للنساء فليمكن الفرج من البروز عند الجماع، و لما كان هذا البروز يسيرا لا جرم كفى من‌ [3] تعريج واحد، و المجارى الثلاثة تتحد عند رأس القضيب لأنها لو بقيت نافذة إلى طرفه لبقى له ثلاثة أبخاش ظاهرة و كان ذلك معرضه لكثرة التضرر بنفوذ ما عسى أن ينفذ فيها، فلذلك احتيج إلى اجتماع تلك المجارى جميعها عند رأس القضيب فلا يدرك فيه هناك سوى منفذ واحد، و القضيب فى جميع الماشية يبرز عند الانتشار و يختفى عند الاسترخاء إلا فى الإنسان فإنه يطول و يغلظ عند الانتشار و يقصر و يدق عند الاسترخاء و سبب ذلك أن جميع الماشية فإن المسافة ما بين صلبها و ظاهر بطنها أكثر كثيرا مما بين جوانبها فتجد القضيب ما بين الصلب و مقابله مسافة كثيرة و يتسع له عند الاسترخاء فلذلك بقيت فى تلك المسافة لأن ذلك أو فى له.

و أما فى الإنسان فإن المسافة بين صلبه و مقدم بدنه أقل كثيرا مما بين جانبيه فتقصر مسافة ما بين خلفه و قدامه عن اختفاء القضيب فيها، و انتشار القضيب هو لأجل ما ينفذ فى عروقه و أعصابه و أربطته من الروح الشهوانى و الرياح التى تكون فى العروق و أرواح كثيرة حيوانية، و لأجل نفوذ هذه الروح إليه ينفذ فيه دم كثير شريانى فإن هذه الروح لا تخلو عن مصاحبة الدم الشريانى لها و لأجل هذا الدم يعرض للقضيب عند انتشاره أن يجمد و أن يرزق، و لأجل كثرة الدم و كثرة الأرواح يعرض له أن يسخن كثيرا.

و ألفاظ الكتاب غنية عن الشرح.

و اللّه ولىّ التوفيق‌ [4]

[1] ن ب: ساقطة

[2] ل: جوابه‌

[3] م: كفاه‌

[4] ساقطة فى كل النسخ‌