responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 391

فصل فى تشريح الثدى‌

قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه الثدى عضو خلق لتكوين اللبن ... إلى قوله: فإنه قد وقفت عليه من تشريح العروق.

الشرح: الحاجة إلى الثدى هو توليد اللبن ليكون غذاء الطفل، و إنما احتيج إلى ذلك ليكون هذا الغذاء شبيها جدا بجوهر [1] الطفل لأنه يتولد [2] من المادة التى تكون منها أعضاؤه و بها تغذت، و بيان ذلك أن كل حيوان يلد حيوانا، فإنّه لا بد من أن يكون فى بدنه رطوبة زائدة منها يتكون ذلك الحيوان و يغتذى منها مدة تكونه فما صلح من تلك الرطوبة للاستحالة إلى جواهر أعضائه كانت غذاء لها. و ما لم يصلح لذلك و كان غير بعيد جدا عن جواهر تلك الأعضاء اندفع إلى الثدى و استحال‌ [3] فيه إلى حالة يصلح لتغذية أعضائه بعد الانفصال من الرحم، و ذلك هو اللبن، فلذلك كل حيوان يلد حيوانا، فإنه يتكون فيه اللبن و به يغتذى طفله بعد الولادة. و لا كذلك الحيوان الذى يتولد ببيض، فإن هذا الحيوان يكون بدنه قليل الرطوبة فلذلك جميع ما فى بدنه من الرطوبة يخرج فى البيضة فلذلك إذا تكون ذلك الحيوان لم يجد فى بدن أمه ما يقوم بغذائه، و لذلك فإن الحيوان الذى يتولد فى البيض يغتذى بالأشياء الخارجة [4] من أول خروجه من البيضة، و لا كذلك الحيوان الذى يتولد فى الرحم، فإنه عند ولادته إنما يغتذى باللبن لأن ما سواه يبعد جدا [5] عن طبيعته فلذلك احتيج إلى الثدى/ لتوليد اللبن فإن الثدى فى أول حلقة/ الأنثى يكون صغيرا جدا و إنما يعظم و يظهر ظهورا بيّنا عند وقت الحاجة إلى توليده اللبن، و ذلك عند الوقت الذى يمكن فيه الولادة. و ذلك بعد البلوغ. فلذلك يكون ثدى الطفلة صغيرا جدا و لا يزال كذلك حتى تقارب البلوغ. و حينئذ يزداد زيادة فاحشة، و إذا حبلت ازداد «زيادة أكثر من ذلك بكثير. و أما الرجل فيكون ثديه صغيرا جدا و إن كملت خلقته و ذلك لأن الحاجة» إلى اللبن فى الرجال قليلة جدا و نادرة فإن الرجل كثيرا ما تتكون فى ثديه اللبن لطفل يحن عليه و نحو ذلك.

و كان لنا جار توفيت زوجته عن طفل رضيع. و لم يكن له جدة يتخذها مرضعة. فتولد اللبن فى ثديه. و كان إذا عصر ثديه خرج منه لبن كثير.


[1] م: لجوهر

[2] ب: متولد

[3] ن: يستحيل‌

[4] ب: الخاصة

[5] م ن: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست