responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 344

البحث الرابع فى هيئة الموضع الذى تحت الدماغ المسمى بالبركة و المعصرة

قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه من قوله: و تحت آخر هذا العطف و إلى خلفه المعصرة ... إلى قوله: و لم يلحقها صلابة العصر.

الشرح: الموضع المسمى بالبركة يحدث‌ [1] من تسفل وسط الغشاء الصفيق الذى تحت الدماغ. و هو الأم الجافية فان وسط هذا الغشاء اعنى وسط ما تحت الدماغ منه يتسفل فيحدث من تسفله تجويف، اعنى وهدة [2].

و هذه الوهدة مستديرة المحيط متدرجة فى التسفل، و لذلك أكثر تسفلها فى وسطها، فلذلك تسمى البركة لأنها على هيئة البركة التى تسمى فى العرف العام: طشتية. و إلى هذه البركة تتوجه أطراف كثيرة [3] من الأوردة النافذة فى جرم الدماغ فيخرج الدم من فوهاتها إلى هذه البركة، و لذلك تسمى أيضا المعصرة. لأن العروق كأنها تنعصر إليها حتى يخرج منها الدم إليها و هذه المعصرة موضوعة تحت آخر هذا الطى، اعنى الغشاء الذى بيّنا أنه ينفذ فى وسط جرم الدماغ ما بين مقدمه و مؤخره، و انما كانت المعصرة مع انها تحت آخر هذا الغشاء فانها موضوعة إلى خلفه أى انها تميل إلى خلفه قليلا فتكون منحرفة عن وسط الدماغ فى طوله إلى خلفه بقدر يسير، و سبب هذا الانحراف ان تكون قريبة من الأوردة النافذة فى الدماغ فان أكثرها إنما ينفذ إلى داخل الدماغ من خلفه و ذلك من ثقب موضوع فى أعلى الدرز اللامى على ما بيّناه فى تشريح الأوردة و الغرض بذلك أن يصل الدم إليها بسرعة قبل نفوذ تلك‌ [4] العروق إلى قرب‌ [5] مقدم الدماغ فيسخنه باكثر ما ينبغى، لأن الدم فى أول نفوذ هذه العروق إلى الدماغ يكون بعد حارا بما هو دم و بما يخالطه من الصفراء الكثيرة التى لا بد من مخالطتها له، و الا لم يسهل تصعّده إلى الدماغ. فلذلك جعلت هذه المعصرة أميل عن وسط طول الدماغ لتغذية الدماغ ثم «إلى مؤخره ليصل إليها الدم بسرعة فيتعدل فيها حتى يصلح» بعد ذلك ينفذ فيها إلى جميع أجزائه، و انما احتمل مؤخر الدماغ نفوذ الدم الحار فيه من غير ان يتضرر بذلك لأن هذا المؤخر أشد بردا من‌


[1] م: عن‌

[2] ب: ساقطة

[3] ن: كثرة

[4] ن: ذلك‌

[5] ن: فوق‌

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست