قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه و أما العضل القابضة للصدر فمن ذلك
... إلى قوله: و أما العضل التى تقبض و تبسط معا فهى العضل.
الشرح: العضل التى تقبض الصدر و لا تبسطه منها ما تنسب إلى البطن و
هى الأجزاء العالية [2]
من العضلات الشاخصة من عضلات البطن و ستعرفها. و منها ما ليس كذلك فمنها ما هو
ممتد مع عضلات الصلب [3]
عند أصول الأضلاع و هذه إذا تشنجت جمعت هذه الأصول بعضها إلى مقاربة بعض و شدتها،
و منها ما هو ممتد فى جنبى عظام القص من داخل من أوله إلى آخره.
فإذا تشنجت ضمت أطراف الأضلاع المتصلة به بعضها إلى مقاربة بعض، و
منها العضل الذى يجذب الأضلاع الأخيرة [4] إلى أسفل. و إنما كانت العضلات القابضة أقل من الباسطة لأن البسط
يفتقر فيه إلى تمديد العظام و مفاصلها و ذلك لا محالة عسر فلذلك إنما يتم بقوة
أخرى، و أما القبض فيتم بضم العظام إلى مفاصلها، و ذلك أسهل من تمديدها إلى خارج
لأنه على وفق فعل الأربطة و التمديد على ضد فعلها. و لما كان القبض يتم بضم العظام
إلى مفاصلها لا جرم كان وضع عضله بقرب تلك المفاصل.
قوله: فمن ذلك ما يقبض بالعرض، و هو الحجاب إذا سكن (القابض حينئذ
ليس هو الحجاب بل الصدر هو [5] بطبيعته) لأن القاسر له على الانبساط إذا بطل فعله عاد هو بنفسه إلى
طبيعته. و أما سكون الحجاب فهو شرط لا سبب و لو صح أن يقال إنّه يقبض بالعرض لصحّ
أن يقال ذلك فى العضلات الباسطة أيضا [6] فإن سكون كل واحد منهما شرط فى انقباض الصدر بالطبع.