responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 111

من شرحنا للكتاب الأول أنها [1] إما أن تكون عن إرادة طبيعية أو عن إرادة خفية. ( [أو عن إرادة مطلقة]) و قد بينا أن حركة التنفس هى عن إرادة خفية. و كلما كان كذلك فإنما يكون بالعضل و كذلك كل‌ [1] ما يكون عن إرادة مطلقة فإذا لا بد و أن تكون هذه الحركة بعضل و لأن هذا العضو الذى هو [2] الصدر، و ما يتصل به عضو عظيم جدا لا يمكن تحريكه بعضل قليل المقدار، قليل العدد فلا بد من عضلات كثيرة فلو جعل الصدر من عظم واحد أو من‌ [3] عظام يتصل بعضها ببعض كالحال فى عظام الرأس لكانت هذه العضلات‌ [4] إما أن تكون من داخله فتضيق على القلب و الرئة إلا أن يكون ذلك العظم أو العظام كثيرة جدا فيكون الصدر عظيما جدا ثقيلا أو يكون من خارجه فيلزم أن يكون الصدر أعظم مما هو عليه الآن بكثير فلم يبق إلا أن يكون من عظام كثيرة متفرقة لتكون هذه العضلات أماكن ينخلق فيها من غير أن يلزم ذلك زيادة فى عضل‌ [5] الصدر و لا كذلك الحال فى الرأس، فإنه لم يحتج فيه إلى هذه العضلات فلذلك خلق جميع محيطه من العظام، و خاصة و هو عضو شديد اللين، شديد التضرر بما يلاقيه. فلو جعل فى محيطه خلل و هو غائب عن حراسة الحواس لأمكن أن ينفذ فيه ما يفسد الدماغ، و يؤدى إلى الهلاك ألبتة [6].

و أقول: إنه‌ [7] لا يمكن أن يكون لتكثير هذه العظام و خلقها متباعدة منفعة أخرى، و هى أن الصدر بالقرب من مطبخ الغذاء، و فوقه و ذلك مما يلزمه ارتفاع كثير من الأبخرة و الأدخنة اللازمة للطبخ إليه، و الحجاب، و إن خلق حاجزا بينهما فهو لا محالة ذو مسام فلا بد و أن ينفذ فى تلك المسام قدر كبير من ذلك. فلو جعل الصدر من عظم واحد او عظام، لكانت هذه الأبخرة و الأدخنة تكثر فيه جدا [8] و ذلك مؤد إلى مزاحمة القلب و الرئة، و إلى الإضرار به فلا بد و أن يكون بين عظامه فرج‌ [9] متسعة ليسهل تحلل تلك الأبخرة و الادخنة منها [10] و لا كذلك الدماغ. فإن هذه الأبخرة و الأدخنة إنما ينفذان إليه بعد مرورها بالصدر فإذا كان الصدر كثير الفرج لم يصل منها إلى الدماغ إلا اليسير جدا خصوصا و أكثرها يتحلل أيضا عند الترقوتين‌ [11] و الكتفين فيكون مستغنيا عن زيادة الفرج بين عظامه.

و اللّه ولىّ التوفيق‌ [12]


[1] د ح: ساقطة ل: كما

[2] د: فى الصدر

[3] ا د ن ب: ساقطة

[4] أ م: العظام‌

[5] ح د: عظم‌

[6] ل: ألينه‌

[7] ب ن: ساقطة

[8] د ن: ساقطة

[9] ب: فرجة

[10] أ: بينها

[11] ح: الترقوة و الكتف‌

[12] ب: و اللّه أعلم بغيبه م: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست