قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه الأضلاع وقاية لما يحيط به ... إلى
قوله: و لما كان الصدر يحيط بالرئة و القلب.
الشرح: قد ذكرنا هنا من المنافع ما يتعلق بالأضلاع نفسها و ما يتعلق
بعددها. أما المتعلق بنفس الأضلاع فمنفعة واحدة: و هى أنها وقاية لما تحيط به من
آلات التنفس، و أعالى آلات الغذاء. و هذه الوقاية لا شك
[3] فيها فإنها لصلابتها تمنع نفوذ المؤذى إلى هذه الآلآت كالضربة و
السقطة و نحو ذلك.
أقول: إن لها منافع أخر:
أحدها: أنها ثخانة تنور البدن كالصلب لطوله، فكما أن الصلب أصل فى
الطول بحيث يكون طول تنور البدن مقدّرا [4] بطوله و كذلك الأضلاع بثخانة هذا التنور.
و ثانيها: أن الصدر و ما تحته لو خلى من الأضلاع أعنى العظام التى
فيه لكان ينطبق بعضه على بعض. و تتغيّر وضع
[5] أجزائه و تزاحم [6] آلات التنفس و الغذاء.
و ثالثها: أن بعض الأحشاء، يتعلق بها بتوسط تعلقه بالغشاء المستبطن
للصدر و البطن المتشبث بها، فتبقى مواضع تلك الأحشاء و اوضاعها محفوظتين.
و رابعها: أنه لو لا الأضلاع لكان تركيب تنور البدن غير قوى فيكون
الصدر و ما دونه سريع الانضغاط و الانفعال عن المصادمات و نحوها.
و أما المنافع المتعلقة بعدد الأضلاع فقد ذكر منها هاهنا أربع منافع: