نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 76
فأما كيف تكذبان جميعا فذلك إذا كانتا كليتين و كانت المادة ممكنة
مثل قولنا كل إنسان كاتب و ليس و لا واحد من الناس بكاتب و أما إذا كانت المادة
واجبة فتكون السالبة لا محالة كاذبة مثل ما في قولك كل إنسان جسم ليس و لا واحد من
الناس بجسم و إن كانت ممتنعة فتكون المثبتة لا محالة كاذبة مثل ما في قولك كل
إنسان حجر ليس و لا واحد من الناس بحجر.
و أما كيف يمكن أن تصدقا معا فذلك إذا كانتا جزئيتين و كانت المادة
ممكنة أيضا مثل قولنا بعض الناس كاتب ليس كل إنسان أو ليس بعض الناس كاتبا.
و أما الحال في الواجبة و الممتنعة فمثل ما قيل.
و من شأن الناس أن يسموا الكليتين المختلفتين في الإيجاب و السلب مع
وجود شرائط التقابل المذكورة في المخصوصات متضادتين و الجزئيتين النظيرتين لهما
داخلتين تحت التضاد ثم يحسن لهم اعتبار التقسيم و التركيب أن يراعوا أقساما أخرى
لا ينتفع بها.
و المستبصر بما بيناه سريع التفطن للقضاء بالفصل بينهما و بين حال
القضيتين المتفقتين في كيفية الإيجاب و السلب المختلفتين في الحصر و تسمى
متداخلتين و أنت لا عذر لك في أن لا تقضي فيها بالفصل فأما إذا صارت القضايا
معتبرة من جهة الجهات وجب حينئذ أن تعتبر لها في التناقض شروطا و اعتبارات أخرى و
ليس ما يظن أن هذا الذي قيل كاف فيما لا جهة ضرورة أو إمكان معه بل هذا كاف في بعض
ما يخرج عنهما.
و من الواجب أن تنظر كيف يقع التناقض في الخالي عن الضرورة و الإمكان
الذي لا ضرورة فيه إيجابا و لا سلبا فإن مراعاة التناقض في هذا الخالي و إن رجع
إلى الشرائط المذكورة فإن لذلك الرجوع تفصيلا لا يغني عنه البيان السالف المجمل.
و لنبدأ و لنبين بالتناقض في المطلقة العامة المذكورة أولا
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 76