نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 74
ثم إن طرق التعريف كثيرة. منها النطق و منها الاشارة و الكتابة و
غيرها.
فلما كان (كون) الانسان ممتازا عن سائر الحيوانات (هو) بكونه قادرا
على- هذا التعريف- هو بالنطق لا جرم ذكروا فى تعريف الانسان:
أنه الناطق. و بهذا الطريق سقط السؤالان المذكوران، لأن الطير
المخصوص لا يمكنه أن يعرف غيره ما فى ذهنه و خياله على سبيل التفصيل. و أما الأبكم
فيمكنه ذلك. فسقط هذا السؤال.
***
قال الشيخ: «المقول فى جواب أى ما
هو؟ (هو) الكلى الذاتى الذي يميز شيئا عما يشاركه فى ذاتى له كالنطق للانسان الذي
هو فصل»
التفسير: الماهية اذا كانت مشاركة لغيرها فى بعض الأجزاء المقومة لها
و كانت مخالفة لذلك الغير فى جزء مقوم لها، فمن المعلوم بالضرورة: أن الجزء الذي
به المشاركة مغاير للجزء الذي به المباينة.
فتمام الجزء المشترك هو الجنس، و تمام الجزء المميز هو الفصل، فاذا
أشار الانسان الى ماهية معينة [15]. و قال: أى شىء هو؟ و عرفنا
[16]:
أنه يطلب المميز الذاتى، لم يكن جوابه الا بكمال الجزء المميز. و ذلك
هو الفصل.
و اعلم: أنه لا يجب أن يكون امتياز كل شىء عما عداه بفصل، و الا
لكان امتياز ذلك الفصل عما عداه بفصل آخر، و يلزم التسلسل. بل الحاجة الى الامتياز
بالفصل مشروطة بأن يكون (هو) مشاركا لغيره فى بعض المقومات، و حينئذ يلزم أن يكون
امتيازه عن ذلك الغير بمقوم آخر.
***
قال الشيخ: «المقول فى جواب ما هو
بالشركة ما يكون دالا على كمال حقيقة أشياء يسأل عنها معا. و لا يكون كذلك
أفرادها»